186 بجزم * (نذرهم) * لما كان معنى قوله * (فلا هادي له) * الأعراف 186 فلا يهد وهذه الأضعاف الكثيرة هي إلى السبعمائة التي رويت ويعطيها مثال السنبلة وقرأ ابن كثير * (يبسط) * بالسين ونافع بالصاد في المشهور عنه وقال الحلواني عن قالون عن نافع إنه لا يبالي كيف قرأ بسطة ويبسط بالسين أو بالصاد وروى أبو قرة عن نافع * (يبسط) * بالسين وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يسعر بسبب غلاء خيف على المدينة فقال إن الله هو الباسط القابض وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يتبعني أحد بمظلمة في نفس ولا مال قوله عز وجل " ألم تر إلى الملإ من بنى إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقتل في سبيل الله أنه قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقتلوا " هذه الآية خبر عن قوم من بني إسرائيل نالتهم ذلة وغلبة عدو فطلبوا الإذن في الجهاد وأن يؤمروا به فلما أمروا كع أكثرهم وصبر الأقل فنصرهم الله وفي هذا كله مثال للمؤمنين يحذر المكروه منه ويقتدى بالحسن و * (الملا) * في هذه الآية جميع القوم لأن المعنى يقتضيه وهذا هو أصل اللفظة ويسمى الأشراف الملأ تشبيها وقوله * (من بعد موسى) * معناه من بعد موته وانقضاء مدته واختلف المتأولون في النبي الذي قيل له * (ابعث) * فقال ابن إسحاق وغيره عن وهب بن منبه هو سمويل بن بالي وقال السدي هو شمعون وقال قتادة هو يوشع بن نون قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه وهذا قول ضعيف لأن مدة داود هي بعد مدة موسى بقرون من الناس ويوشع هو فتى موسى وكانت بنو إسرائيل تغلب من حاربها وروي أنها كانت تضع التابوت الذي فيه السكينة والبقية في مأزق الحرب فلا تزال تغلب حتى عصوا وظهرت فيهم الأحداث وخالف ملوكهم الأنبياء واتبعوا الشهوات وقد كان الله تعالى أقام أمورهم بأن يكون أنبياؤهم يسددون ملوكهم فلما فعلوا ما ذكرناه سلط الله عليهم أمما من الكفرة فغلبوهم وأخذ لهم التابوت في بعض الحروب فذل أمرهم وقال السدي كان الغالب لهم جالوت وهو من العمالقة فلما رأوا أنه الاصطلام وذهاب الذكر أنف بعضهم وتكلموا في أمرهم حتى اجتمع ملأهم على أن قالوا لنبي الوقت * (ابعث لنا ملكا) * الآية وإنما طلبوا ملكا يقوم بأمر القتال وكانت المملكة في سبط من أسباط بني إسرائيل يقال لهم بنو يهوذا فعلم النبي بالوحي أنه ليس في بيت المملكة من يقوم بأمر الحرب ويسر الله لذلك طالوت وقرأ جمهور الناس نقاتل بالنون وجزم اللام على جواب الأمر وقرأ الضحاك وابن أبي عبلة يقاتل بالياء ورفع الفعل فهو في موضع الصفة للملك وأراد النبي المذكور عليه السلام أن يتوثق منهم فوقفهم على جهة التقرير وسبر ما عندهم بقوله * (هل عسيتم) * وقرأ نافع عسيتم بكسر العين في الموضعين وفتح الباقون السين أنه قال أبو علي الأكثر فتح السين وهو المشهور ووجه الكسر قول
(٣٣٠)