يدخل فرض لها أو لم يفرض بهذه الآية وقال الزهري لكل مطلقة متعة وللأمة يطلقها زوجها وقال سعيد بن جبير لكل مطلقة متعة وقال ابن القاسم في إرخاء الستور من المدونة جعل الله تعالى المتاع لكل مطلقة بهذه الآية ثم استثنى في الآية الأخرى التي قد فرض لها ولم يدخل بها فأخرجها من المتعة وزعم زيد بن أسلم أنها نسختها قال القاضي أبو محمد ففر ابن القاسم رحمه الله من لفظ النسخ إلى لفظ الاستثناء والاستثناء لا يتجه في هذا الموضع بل هو نسخ محض كما أنه قال زيد بن أسلم وإذا التزم ابن القاسم أن قوله * (وللمطلقات) * عم كل مطلقة لزمه القول بالنسخ ولا بد وقال عطاء بن أبي رباح وغيره هذه الآية في الثيب اللواتي قد جومعن إذ قد تقدم في غير هذه الآية ذكر المتعة للواتي لم يدخل بهن قال القاضي أبو محمد فهذا قول بأن التي قد فرض لها قبل المسيس لم تدخل قط في هذا العموم فهذا يجيء قوله على أن قوله تعالى " فإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن " البقرة 237 مخصصة لهذا الصنف من النساء ومتى قيل إن العموم تناولها فذلك نسخ لا تخصيص وقال ابن زيد هذه الآية نزلت مؤكدة لأمر المتعة لأنه نزل قبل * (حقا على المحسنين) * البقرة 236 فقال رجل فإن لم أرد أن أحسن لم أمتع فنزلت * (حقا على المتقين) * فوجب ذلك عليهم قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه هذا الإيجاب هو من تقويل الطبري لا من لفظ ابن زيد وقوله تعالى * (حقا) * نصب على المصدر و * (المتقين) * هنا ظاهره أن المراد من تلبس بتقوى الله تعالى والكاف في قوله * (كذلك) * للتشبيه وذلك إشارة إلى هذا الشرع والتنويع الذي وقع في النساء وإلى إلزام المتعة لهن أي كبيانه هذه القصة يبين سائر آياته و * (لعلكم) * ترج في حق البشر أي من رأى هذا المبين له رجا أن يعقل ما يبين له سورة البقرة 243 هذه رؤية القلب بمعنى ألم تعلم والكلام عند سيبويه بمعنى تنبه إلى أمر الذين ولا تحتاج هذه الرؤية إلى مفعولين وقصة هؤلاء فيما أنه قال الضحاك هي أنهم قوم من بني إسرائيل أمروا بالجهاد فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فرارا من ذلك فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء ثم أحياهم وأمرهم بالجهاد بقوله * (وقاتلوا في سبيل الله) * البقرة 190 244 الآية وحكى قوم من اليهود لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جماعة من بني إسرائيل وقع فيهم الوباء فخرجوا من ديارهم فرارا منه فأماتهم الله فبنى عليهم سائر بني إسرائيل حائطا حتى إذا بليت عظامهم بعث الله حزقيل النبي عليه السلام فدعا الله فأحياهم له وقال السدي هم أمة كانت قبل واسط في قرية يقال لها
(٣٢٧)