المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
يراها المسالمة يقول أمرهم بالدخول في أن يعطوا الجزية و * (كافة) * معناه جميعا والمراد بالكافة الجماعة التي تكف مخالفها وقيل إن * (كافة) * نعت لمصدر محذوف كأن الكلام دخله كافة فلما حذف المنعوت بقي النعت حالا وتقدم القول في * (خطوات) * والألف واللام في * (الشيطان) * للجنس و * (عدو) * يقع على الواحد والاثنين والجميع و * (مبين) * يحتمل أن يكون بمعنى أبان عدواته وأن يكون بمعنى بان في نفسه أنه عدو لأن العرب تقول بان الأمر وأبان معنى واحد سورة البقرة 209 - 212 قرأ جمهور الناس زللتم بفتح اللام وقرأ أبو السمال زللتم بكسرها وأصل الزلل في القدم ثم يستعمل في الاعتقادات والآراء وغير ذلك والمعنى ضللتم وعجتم عن الحق و * (البينات) * محمد وآياته ومعجزاته إذا كان الخطاب أولا لجماعة المؤمنين وإذا كان الخطاب لأهل الكتابين فالبينات ما ورد في شرائعهم من الإعلام بمحمد صلى الله عليه وسلم والتعريف به و * (عزيز) * صفة مقتضية أنه قادر عليكم لا تعجزونه ولا تمتنعون منه و * (حكيم) * أي محكم فيما يعاقبكم به لزللكم وحكى النقاش أن كعب الأحبار لما أسلم كان يتعلم القرآن فأقرأه الذي كان يعلمه فاعلموا أن الله غفور رحيم فقال كعب إني لأستنكر أن يكون هكذا ومر بهما رجل فقال كعب كيف تقرأ هذه الآية فقرأ الرجل * (فاعلموا أن الله عزيز حكيم) * فقال كعب هكذا ينبغي وقوله تعالى * (هل ينظرون) * الآية الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم و * (هل) * من حروف الابتداء كأما و * (ينظرون) * معناه ينتظرون والمراد هؤلاء الذين يزلون والظلل جمع ظلة وهي ما أظل من فوق وقرأ قتادة والضحاك في ظلال وكذلك روى هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم هنا وفي الحرفين في الزمر وقال عكرمة * (ظلل) * طاقات وقرأ الحسن ويزيد بن القعقاع وأبو حيوة والملائكة بالخفض عطفا على * (الغمام) * وقرأ جمهور الناس بالرفع عطفا على * (الله) * والمعنى يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم وذهب ابن جريج وغيره إلى أن هذا التوعد هو بما يقع في الدنيا وقال قوم بل هو توعد بيوم القيامة وقال قوم قوله * (إلا أن يأتيهم الله) * وعيد بيوم القيامة وأما الملائكة فالوعيد هو بإتيانهم عند الموت و * (الغمام) * أرق السحاب وأصفاه وأحسنه وهو الذي ظلل به بنو إسرائيل
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»