أحدهما أن هذا خبر واحد لا يوجب علما الثاني أن هذه الإشارة في النفي لا في الإثبات وفي التقديس لا في التشبيه وهذا نفيس فاعرفه الآية الثانية قوله تعالى (* (وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير) *) الآية 1 فيها ثلاث مسائل المسألة الأولى نفى الله سبحانه المساواة بين من أنفق من قبل فتح مكة وبين من أنفق بعد ذلك لأن حاجة الناس كانت قبل الفتح أكثر لضعف الإسلام وفعل ذلك كان على المنافقين أشق والأجر على قدر النصب والله أعلم المسألة الثانية روى أشهب عن مالك قال ينبغي أن يقدم أهل الفضل والعزم وقد قال الله تعالى (* (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) *) وقد بينا نحن فيما تقدم ترتيب أحوال الصحابة رضي الله عنهم ومنازلهم في التقدم والتأخر ومراتب التابعين المسألة الثالثة إذا ثبت انتفاء المساواة بين الخلق وقع التفضيل بين الناس بالحكمة والحكم فإن التقدم والتأخر يكون في الدين ويكون في أحكام الدنيا فأما في أحكام الدين ففي الصحيح عن عائشة قالت رضي الله عنها أمرنا رسول الله أن ننزل الناس منازلهم وأعظم المنازل مرتبة الصلاة وقد قال النبي في مرضه مروا أبا
(١٧٨)