أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ١٦٧
سورة الطور فيها آيتان الآية الأولى قوله تعالى (* (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين) *) الآية 21 وقرئ وأتبعناهم ذرياتهم بإيمان فيها مسألة القراءتان لمعنيين أما إذا كان اتبعتهم على أن يكون الفعل للذرية فيقتضي أن تكون الذرية مستقلة بنفسها تعقل الإيمان وتتلفظ به وأما إذا كان الفعل واقعا بهم من الله عز وجل بغير واسطة نسبة إليهم فيكون ذلك لمن كان من الصغر في حد لا يعقل الإسلام ولكن جعل الله له حكم أبيه لفضله في الدنيا من العصمة والحرمة فأما اتباع الصغير لأبيه في أحكام الإسلام فلا خلاف فيه وأما تبعيته لأمه فاختلف فيه العلماء واضطرب فيه قول مالك والصحيح في الدين أنه يتبع من أسلم من أحد أبويه للحديث الصحيح عن ابن عباس قال كنت أنا وأمي من المستضعفين من المؤمنين وذلك أن أمه أسلمت ولم يسلم العباس فأتبع أمه في الدين وكان لأجلها من المؤمنين
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»