أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٨٩
' بينما موسى في قومه يذكرهم بأيام الله وأيام الله نعماؤه وبلاؤه ' وذكر حديث الخضر وقد استوفينا فيه الغاية في شرح الصحيحين سندا ومتنا الآية الثانية قوله تعالى (* (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين) *) [الآية 13] فيها مسألتان المسألة الأولى قال الطبري معناه لنخرجنكم من أرضنا إلا أن تعودوا في ملتنا وهو غير مفتقر إلى هذا التقدير فإن (أو) على بابها من التخيير خير الكفار الرسل بين أن يعودوا في ملتهم أو يخرجوهم من أرضهم؛ وهذه سيرة الله في رسله وعباده ألا ترى إلى قوله تعالى (* (وإن كادوا ليستفزونك) *) الآيتين وقال في الصحيح في حديث ورقة [بن نوفل] وقوله للنبي يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال ' أو مخرجي هم '؟ قال له ورقة نعم لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وأخرج وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا المسألة الثانية فيه إكراه الرسل بالخروج عن أرضهم وقد تقدم شدة ذلك ووقعه من النفوس في قوله تعالى (* (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من) *
(٨٩)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»