أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٩١
المسألة الثانية في تفسير الحين وفيه عشرة أقوال الأول أنه ساعة أقل الزمان الثاني أنه غدوة وعشية؛ قاله ابن عباس الثالث أنه ثلاثة أيام الرابع أنه شهران؛ قاله ابن المسيب الخامس أنه ستة أشهر؛ قاله ابن عباس السادس أنه سنة؛ قاله علي السابع أنه سبعة أعوام الثامن أنه ثلاث عشرة سنة التاسع أنه يوم القيامة العاشر أنه مجهول المسألة الثالثة في تحقيق معناه اعلموا - أفادكم الله العرفان - أنا قد أحكمنا هذه المسألة في كتاب ملجئة المتفقهين؛ ونحن الآن نشير إلى ما يغني في ذلك الغرض ويشرف بكم على مقصود الفتوى المفترض فنقول إن الحين ظرف زمان وهو مبهم لا تخصيص فيه ولا تعيين في المفسر له وهذا مقرر لغة مجمع عليه من علماء اللسان وإنما يفسره ما يقترن به وهو يحتمل ساعة لحظية ويحتمل يوم الساعة الأبدية ويحتمل حال العدم كقوله تعالى (* (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) *) [الإنسان] الآية ولأجل إبهامه علق الوعيد به ليغلب الخوف لاستغراق مدة العذاب نهاية الأبد فيه فيكف عن الذنب أو يرجو لاقتضاء الوعيد أقل مدة احتماله؛ فيغلب الرجاء ولا يقع اليأس عن المغفرة الذي هو أشد من الذنب ثم يفعل الله ما يشاء وتعلق من قال إن الحين غدوة وعشية بقوله تعالى (* (فسبحان الله حين تمسون) *
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»