وعن ابن عباس أيضا أنها تكون جاهلية أخرى وقد روي أن الجاهلية الأولى ما بين عيسى ابن مريم ومحمد قال القاضي الذي عندي أنها جاهلية واحدة وهي قبل الإسلام وإنما وصفت بالأولى لأنها صفتها التي ليس لها نعت غيرها وهذا كقوله (* (قال رب احكم بالحق) *) الأنبياء 112 وهذه حقيقته لأنه ليس يحكم إلا بالحق المسألة السابعة قوله (* (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *)) فيها أربعة أقوال الأول الإثم الثاني الشرك الثالث الشيطان الرابع الأفعال الخبيثة والأخلاق الذميمة فالأفعال الخبيثة كالفواحش ما ظهر منها وما بطن والأخلاق الذميمة كالشح والبخل والحسد وقطع الرحم المسألة الثامنة قوله (* (أهل البيت) *)) روي عن عمر بن أبي سلمة أنه قال لما نزلت هذه الآية على النبي (* (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *) في بيت أم سلمة دعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا وجعل عليا خلف ظهره وجللهم بكساء ثم قال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير وروى أنس بن مالك أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا
(٥٧١)