قال قام نبي الله فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترون له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فأنزل الله تعالى الآية المسألة الثانية قوله تعالى (* (من قلبين) *)) القلب بضعة صغيرة الجرم على هيئة الصنوبرة خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم والروح أيضا في قول يحصي به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار يكتبه الله له فيه بالخط الإلهي ويضبطه فيه بالحفظ الرباني حتى يحصيه ولا ينسى منه شيئا وهو بين لمتين لمة من الملك ولمة من الشيطان كما تقدم بيانه في الحديث وهو محل الخطرات والوساوس ومكان الكفر والإيمان وموضع الإصرار والإنابة ومجرى الانزعاج والطمأنينة والمعنى في الآية أنه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان والهدى والضلال والإنابة والإصرار وهذا نفي لكل ما توهمه أحد في ذلك من حقيقة أو مجاز المسألة الثالثة قوله (* (وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم) *)) نهى الله سبحانه أن تكون الزوجة أما بقول الرجل هي علي كظهر أمي ولكنه حرمها عليه وجعل تحريم القول يمتد إلى غاية وهي الكفارة على ما يأتي بيانه في سورة المجادلة المسألة الرابعة قوله تعالى (* (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) *)) كان الرجل يدعو الرجل ابنا إذا رباه كأنه تبناه أي يقيمه مقام الابن فرد الله عليهم قولهم لأنهم تعدوا به إلى أن قالوا المسيح ابن الله وإلى أن يقولوا زيد بن محمد فمسخ الله هذه الذريعة وبت حبلها وقطع وصلها بما أخبر من إبطال ذلك
(٥٣٧)