وقد كانت حرمت قبل إنشاده لهذه القصيدة ولكن تحريمها لم يمنع عندهم طيبها بل تركوها على الرغبة فيها والاستحسان لها فكان ذلك أعظم لأجورهم ومن الناس قليل من يتركها استقذارا لها وإنها لأهل لذلك عندي وإني لأعجب من الناس في تلذذهم بها واستطابتهم لها ووالله ما هي إلا قذرة بشعة كريهة من كل وجه والله يعصم من المعاصي بعزته وبالجملة فلا ينبغي أن يكون الغالب على العبد الشعر حتى يستغرق قوله وزمانه فذلك مذموم شرعا قال النبي لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا والله أعلم لا رب غيره ولا معبود إلا إياه
(٤٧٠)