الآية الرابعة قوله تعالى (* (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) *) الآية 13 فيها مسألة واحدة في نزولها خبر عمن تقدم من الأمم ووعظ من الله لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم قال مالك بن أنس قال نافع قال ابن عمر في قوله (* (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) *) قال يعني به السوط وقال غيره بالقتل ويؤيد ما قال مالك قول الله تعالى ذكره عن موسى (* (فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) *) القصص 19 وذلك أن موسى لم يسل عليه سيفا ولا طعنه برمح وإنما وكزه فكانت ميتته في وكزته والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع ويليه السوط والعصا ويليه الحديد والكل مذموم إلا بحق الآية الخامسة قوله تعالى (* (وأنذر عشيرتك الأقربين) *) الآية 214 فيها مسألتان المسألة الأولى في نزولها وذاك أنها نزلت بسحر على النبي فصعد الصفا ثم نادى يا صباحاه وكانت دعوة الجاهلية إذا دعاها الرجل اجتمعت إليه عشيرته فاجتمعت إليه قريش عن بكرة أبيها فعم وخص فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
(٤٦٠)