أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٥
وأما بيت الصديق فإنه إذا استحكمت الأخوة جرى التبسط عادة وفي المثل أيهم أحب إليك أخوك أم صديقك قال أخي إذا كان صديقي قال لنا الإمام العادل أبو الفضل بن طوق قال لنا جمال الإسلام أبو القاسم القشيري إمام الصوفية في وقته عزيز من يصدق في الصداقة فيكون في الباطن كما هو في الظاهر ولا يكون في الوجه كالمرآة ومن ورائك كالمقراض وفي معناه ما قلت (من لي بمن يثق الفؤاد بودة * وإذا ترحل لم يزغ عن عهده) (يا بؤس نفسي من أخ لي باذل * حسن الوفاء بقربه لا بعده) (يولي الصفاء بنطقه لا خلقه * ويدس صابا في حلاوة شهده) (فلسانه يبدي جواهر عقده * وجنانه تغلي مراجل حقده) (لاهم إني لا أطيق فراسة * بك أستعيذ من الحسود وكيده)) المسألة العاشرة في تمام المعنى في الآية من قوله تعالى (* (ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا) *)) فيه أربعة أقوال الأول أنها نزلت في بني كنانة كان الرجل منهم يحرم على نفسه أن يأكل وحده حتى إن الرجل ليقيم على الجوع حتى يجد من يؤاكله وكانت هذه السيرة موروثة عندهم عن إبراهيم فإنه كان لا يأكل إلا مع غيره الثاني أنها نزلت في قوم من العرب كانوا إذا نزل بهم ضيف تحرجوا عن أن يأكل وحده حتى يأكلوا معه الثالث أنها نزلت في قوم كانوا يتحرجون أن يأكلوا جميعا ويقول الرجل آكل وحدي
(٤٢٥)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الأكل (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»