أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٥
والراهب هو من الرهبة الذي حمله خوف الله على أن يخلص إليه النية دون الناس ويجعل زمامه له وعمله معه وأنسه به المسألة الثانية قوله (* (أربابا من دون الله) *)) روى الترمذي وغيره عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي وفي عنقي صليب من ذهب فقال ما هذا يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة (* (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) *) قال أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه وفيه دليل على أن التحريم والتحليل لله وحده وهذا مثل قوله (* (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله) *) بل يجعلون التحريم لغيره الآية السادسة عشرة قوله تعالى (* (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) *) فيها إحدى عشرة مسألة المسألة الأولى قوله (* (ليأكلون أموال الناس بالباطل) *)) فيه قولان أحدهما أكلها بالرشا وهي كل هدية قصد بها التوصل إلا باطل كأنها تسبب إليه من الرشاء وهو الحبل فإن كانت ثمنا للحكم فهو سحت وإن كانت
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»