أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٦٣٣
عن اليتامى ويستفتونك في النساء يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة يسألونك ماذا أحل لهم يسألونك عن الساعة يسألك الناس عن الساعة يسألونك عن الأنفال يسألونك عن ذي القرنين يسألونك عن الجبال يسألونك عن المحيض المسألة الثانية قوله تعالى (* (والمستضعفين من الولدان) *)) الذين لا أب لهم أكد الله سبحانه أمرهم وأكد أمر اليتامى وهم الذين لا أبا لهم فيحتمل وهي المسألة الثالثة أن يكونوا هم أكد أمرهم بلفظ آخر أخص به من الضعف ويحتمل أن يريد بالمستضعفين من كان هو وأبوه ضعيفا واليتيم المنفرد بالضعف ويحتمل أن يريد بالمستضعفين من رماه أهله ودفعه أبوه عن نفسه لعجزه عن أمره الآية الثالثة والخمسون قوله تعالى (* (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) *) [الآية 128] قالت عائشة هي المرأة تكون عند الرجل ليس بمستكثر منها أن يفارقها فيقول أجعلك من شأني في حل فنزلت الآية قال القاضي رضوان الله عليه وعلى الصديقة الطاهرة لقد وفت ما حملها ربها من العهد في قوله (* (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) *) [الأحزاب 34] ولقد خرجت في ذلك عن العهد وهذا كان شأنها مع سودة بنت زمعة لما أسنت أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلقها فآثرت الكون مع زوجاته فقالت له أمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل صلى الله عليه وسلم وماتت وهي من أزواجه وقد صرح ابن أبي مليكة بذلك فقال نزلت هذه الآية في عائشة وفي هذه الآية
(٦٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 628 629 630 631 632 633 634 635 636 637 638 ... » »»