قال ابن الزبير عن أبيه وأحسب أن الآية نزلت في ذلك (* (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) *) إلى آخره [النساء 65] قال مالك الطاغوت كل ما عبد من دون الله من صنم أو كاهن أو ساحر أو كيفما تصرف الشرك فيه وقوله (* (آمنوا بما أنزل إليك) *) يعني المنافقين أظهروا الإيمان وبقوله (* (وما أنزل من قبلك) *) يعني اليهود آمنوا بموسى وذلك قوله (* (رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) *) [النساء 61] ويذهبون إلى الطاغوت المسألة الثانية اختار الطبري أن يكون نزول الآية في المنافق واليهودي ثم تتناول بعمومها قصة الزبير وهو الصحيح وكل من اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحكم فهو كافر لكن الأنصاري زل زلة فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأقال عثرته لعلمه بصحة يقينه وأنها كانت فلتة وليس ذلك لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكل من لم يرض بحكم الحاكم بعده فهو عاص آثم المسألة الثالثة فيها أن يتحاكم اليهودي مع المسلم عند حاكم الإسلام وسيأتي في سورة المائدة إن شاء الله تعالى الآية الخامسة والثلاثون قوله تعالى (* (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) *
(٥٧٨)