أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٥٨١
يثوب إليه أي يرجع وتصغير هذه ثويبة لأن هذا محذوف الواو وثبة الجماعة إنما اشتقت من ثبيت على الرجل إذا أثنيت عليه في حياته وجمعت محاسن ذكره فيعود إلى الاجتماع المسألة الثانية قوله تعالى (* (خذوا حذركم) *)) أمر الله سبحانه المؤمنين ألا يقتحموا على عدوهم على جهالة حتى يتحسسوا إلى ما عندهم ويعلموا كيف يردون عليهم فذلك أثبت للنفوس وهذا معلوم بالتجربة المسألة الثالثة أمر الله سبحانه الناس بالجهاد سرايا متفرقة أو مجتمعين على الأمير فإن خرجت السرايا فلا تخرج إلا بإذن الإمام ليكون متحسسا إليهم وعضدا من ورائهم وربما احتاجوا إلى درئه الآية الثامنة والثلاثون قوله تعالى (* (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما) *) [الآية 74] سوى الله سبحانه في ظاهر هذه الآية بين من قتل شهيدا أو انقلب غانما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة فغاير بينهما وجعل الأجر في محل والغنيمة في محل آخر وثبت عنه أيضا أنه قال أيما سرية أخفقت كمل لها الأجر وأيما سرية غنمت ذهب ثلثا أجرها
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»