أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٥٨٩
يلقى أحدا في الجاهلية يقول له اسلم عش ألف عام أبيت اللعن فهذا دعاء في طول الحياة أو طيبها بالسلامة من الذام أو الذم فجعلت هذه اللفظة والعطية الشريفة بدلا من تلك وأعلمنا أن أصلها آدم المسألة الثانية قوله تعالى (* (وإذا حييتم) *)) فيها ثلاثة أقوال الأول روى ابن وهب وابن القاسم عن مالك أن قوله تعالى (* (وإذا حييتم) *) أنه في العطاس والرد على المشمت الثاني إذا دعي لأحدكم بطول البقاء فردوا عليه أو بأحسن منه الثالث إذا قيل سلام عليكم وهو الأكثر وقد روى عبد الله بن عبد الحكم عن أبي بكر بن عبد العزيز عن مالك بن أنس أنه كتب إلى هارون الرشيد جواب كتاب فقال فيه بسم الله الرحمن الرحيم والسلام لهذه الآية وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فاستشهد مالك في هذا بقول ابن عباس في رد الجواب إذا رجع الجواب على حق كما روي رجع المسلم المسألة الثالثة قوله تعالى (* (فحيوا بأحسن منها أو ردوها) *)) فيها قولان أحدهما أحسن منها أي الصفة إذا دعا لك بالبقاء فقل سلام عليكم فإنها أحسن منها فإنها سنة الآدمية وشريعة الحنيفية الثاني إذا قال لك سلام عليك فقل وعليك السلام ورحمة الله المسألة الرابعة قوله تعالى (* (أو ردوها) *)) اختلفوا فيها على قولين
(٥٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 ... » »»