المسألة الأولى روي عن ابن عباس أن جماعة من اليهود كانوا يأتون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهدونهم في نفقة أموالهم في الدين ويخوفونهم الفقر ويقولون لهم لا تدرون ما يكون فأنزل الله تعالى فيهم (* (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) *) الآية كلها وقد قدمنا في سورة آل عمران بيان البخل قال جماعة من العلماء المعنى أنهم بخلوا بأموالهم وأمروا غيرهم بالبخل وقيل بخلوا بعلم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة وتواصوا مع أحبارهم بكتمه فذلك قوله تعالى (* (ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) *) وهي المسألة الثانية وقيل وهي المسألة الثالثة يكتمون الغنى ويتفاقرون للناس ليس عندنا وعندهم ليس معنا ومعهم وذلك حرام وقد قال الله تعالى (* (وأما بنعمة ربك فحدث) *) وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه الآية الموفية ثلاثين قوله تعالى (* (والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا) *) [الآية 38] قيل هم اليهود وقيل هم المنافقون وقد تقدم شرحه في سورة البقرة وبيانها من
(٥٥٠)