تمام ما قبلها لأن الذي ينفق ماله رئاء الناس شر من الذي يبخل بالواجب عليه ونفقة الرياء تدخل في الأحكام من جهة أن ذلك لا يجزي الآية الحادية والثلاثون قوله تعالى (* (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) *) [الآية 43] فيها ثمان وثلاثون مسألة المسألة الأولى خطاب الله سبحانه وتعالى بالصلاة وإقامتها عام في المسلم والكافر حسبما بيناه في أصول الفقه وإنما خص الله سبحانه وتعالى هاهنا المؤمنين بالخطاب لأنهم كانوا يقيمون الصلاة وقد أخذوا من الخمر وتلفت عليهم أذهانهم فخصوا بهذا الخطاب إذ كان الكفار لا يفعلونها صحاة ولا سكارى المسألة الثانية في سبب نزولها روى عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمرو أنه صلى بعبد الرحمن بن عوف ورجل آخر فقرأ (* (قل يا أيها الكافرون) *) فخلط فيها وكانوا يشربون من الخمر فنزلت (* (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *) وقال عمرو بن العاص صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى (* (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) *) الآية خرجه الترمذي وصححه
(٥٥١)