المسألة الخامسة قوله تعالى (* (فتاب عليكم) *)) قد بينا في كتاب الأمر توبة الله تعالى على عباده ومعنى وصفه بأنه التواب وقد تاب علينا ربنا هاهنا بوجهين أحدهما قبوله توبة من أختان نفسه والثاني تخفيف ما ثقل كما قال تعالى (* (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم) *) [المزمل 2] أي رجع إلى التخفيف قال علماء الزهد وكذا فلتكن العناية وشرف المنزلة خان نفسه عمر فجعلها الله تعالى شريعة وخفف لأجله عن الأمة فرضي الله عنه وأرضاه المسألة السادسة [قوله تعالى] (* (فالآن باشروهن) *)) معناه قد أحل الله لكم ما حرم عليكم وهذا يدل على أن سبب الآية جماع عمر رضي الله عنه لا جوع قيس لأنه لو كان السبب جوع قيس لقال فالآن كلوا ابتدأ به لأنه المهم الذي نزلت الآية لأجله المسألة السابعة قوله تعالى (* (وابتغوا ما كتب الله لكم) *)) فيه ثلاثة أقوال الأول ما كتب الله لكم من الحلال الثاني ما كتب الله لكم من الولد الثالث ليلة القدر فالقول الأول عام يشهد له حديث قيس والثاني خاص يشهد له حديث عمر والثالث عام في الثواب والأجر
(١٢٩)