الصافات (173 - 164)) يقال فتن فلان على فلان امرأته كما تقول أفسدها عليه وقال الحسن فإنكم أيها القائلون بهذا القول والذي تعبدونه من الأصنام ما أنتم على عبادة الأوثان بمضلين أحدا إلا من قدر عليه أن يصلى الجحيم أي يدخل النار وقيل ما أنتم بمضلين إلا من أوجبت عليه الضلال في السابقة وما في ما أنتم نافية ومن في موضع النصب بفاتنين وقرأ الحسن صال الجحيم بضم اللام ووجهه أن يكون جمعا فحذفت النون للإضافة وحذفت الواو لالتقاء الساكنين هي واللام في الجحيم ومن موحد اللفظ مجموع المعنى فحمل هو على لفظه والصالون على معناه * (وما منا) * أحد * (إلا له مقام معلوم) * في العبادة لا يتجاوزه فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه * (وإنا لنحن الصافون) * نصف أقدامنا في الصلاة أو نصف حول العرش داعين للمؤمنين * (وإنا لنحن المسبحون) * المنزهون أو المصلون والوجه أن يكون هذا وما قبله من قوله سبحان الله عما يصفون من كلام الملائكة حتى يتصل بذكرهم في قوله ولقد علمت الجنة كأنه قيل ولقد علم الملائكة وشهدوا أن المشركين مفترون عليهم في مناسبة رب العزة وقالوا سبحان الله فنزهوه عن ذلك واستثنوا عباد الله المخلصين وبرؤهم منه وقالوا للكفرة فإذا صح ذلك فإنكم وآلهتكم لا تقدرون أن تفتنوا على الله أحدا من خلقه وتضلوه إلا من كان من أهل النار وكيف نكون مناسبين لرب العزة وما نحن إلا عبيد أذلاء بين يديه لكل منا مقام معلوم من الطاعة لا يستطيع أن يزل عنه ظفرا خشوعا لعظمته ونحن الصافون أقدامنا لعبادته مسبحين ممجدين كما يجب على العباد لربهم وقيل هو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى وما من المسلمين أحد إلا له مقام معلوم يوم القيامة على قدر عمله من قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما ممحمودا ثم ذكر أعمالهم وأنهم الذين يصطفون في الصلاة ويسبحون الله وينزهونه عما لا يجوز عليه * (وإن كانوا ليقولون) * أي مشركوا قريش قبل مبعثه عليه السلام * (لو أن عندنا ذكرا من الأولين) * أي كتابا من كتب الأولين الذين نزل عليهم التوراة والإنجييل * (لكنا عباد الله المخلصين) * لأخلصنا العبادة لله ولما كذبنا كما كذبوا ولما خالفنا كما خالفوا فجاءهم الذكر الذي هو سيد الأذكار والكتاب الذي هو معجز من بين الكتب * (فكفروا به فسوف يعلمون) * مغبة تكذيبهم وما يحل بهم من الانتقام وان مخففة من الثقيلة واللام هي الفارقة وفى ذلك أنهم كانوا يقولونه مؤكدين للقول جادين فيه فكم بين أول أمرهم وأخره * (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين) * الكلمة قوله * (إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون) * وإنما سماها كلمة وهى كلمات لأنها لما انتظمت في معنى واحد كانت في حكم كلمة مفردة والمراد الوعد بعلوهم على عدوهم في مقام
(٣٠)