الصافات (89 - 78)) ويافث وهو أبو الترك ويأجوج ومأجوج وتركنا عليه في الآخرين من الأمم هذه الكلمة وهي * (سلام على نوح) * يعنى يسلمون عليه تسليما ويدعون له وهو الكلام المحكي كقولك قرأت سورة أنزلناها * (في العالمين) * أي ثبت هذه التحية فيهم جميعا يخلو أحد منهم كأنه قيل ثبت الله التسليم على نوح وأدامه في الملائكة والثقلين يسلمون عليه عن آخرهم * (إنا كذلك نجزي المحسنين) * علل مجازاته بتلك التكرمة السنية بأنه كان محسنا * (إنه من عبادنا المؤمنين) * ثم علل كونه محسنا بأنه كان عبدا مؤمنا ليريك جلالة محل الإيمان وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم * (ثم أغرقنا الآخرين) * أي الكافرين * (وإن من شيعته لإبراهيم) * أي من شيعة نوح أي ممن شايعه على أصول الدين أو شايعه على التصلب في دين الله ومصابره المكذبين وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة وما كان بينهما إلا نبيان هود وصالح * (إذ جاء ربه) * إذ تعلق بما في الشيعة من معنى المشايعة يعنى وأن ممن شايعه على دينه وتقواه حين جاء ربه * (بقلب سليم) * من الشرك أو من آفات القلوب لإبراهيم أو بمحذوف وهواذكر ومعنى المجىء بقلبه ربه أنه أخلص الله قلبه وعلم الله ذلك منه فضرب المجىء مثلا لذلك إذ بدل من الأولى * (قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا آلهة دون الله تريدون) * أثفكا مفعول له تقديره أترون آلهة من دون الله أفكار وأنما قدم المفعول به على الفعل العناية وقدم المفعول له على المفعول به لأنه كان الأهم عنده أن يكافحهم بأنهم على افك وباطل في شركهم ويجوز أن يكون افكا مفعولا به أي أتريدون افكا ثم فسر الافك بقوله آلهة دون الله على أنها افك في نفسها أو حالا أي أتريدون آلهة من دون الله آفكين * (فما ظنكم) * أي شئ ظنكم * (برب العالمين) * وأنتم تعبدون غيره ومارفع بالابتداء والخبر ظنكم أو فما ظنكم به ماذا يفعل بكم وكيف يعاقبكم وقد عبدتم غيره وعلمتم أنه المنعم على الحقيقة فكان حقيقا بالعبادة * (فنظر نظرة في النجوم) * أي نظر في النجوم راميا ببصره إلى السماء متفكرا في نفسه كيف يحتال أو أراهم أنه ينظر في النجوم لاعتقادهم علم النجوم فأوهمهم أنه استدل بامارة على أنه يسقم * (فقال إني سقيم) * أي مشارف للسقم وهو الطاعون وكان أغلب الأسقام عليهم وكانوا يخافون العدوي ليتفرقوا عنه فهربوا منه إلى عيدهم وتركوه في بيت الأصنام ليس معه أحد ففعل بالأصنام ما فعل وقالوا علم النجوم كان حقا ثم نسخ الاشتغال بمعرفته والكذب حرام إلا إذا عرض والذي قاله إبراهيم عليه السلام معراض من الكلام أي سأسقم أو من الموت في عنقه سقيم ومنه المثل كفى بالسلامة داء ومات رجل فجأة فقالوا مات وهو صحيح فقال اعرابى أصحيح من الموت في عنقه أو أراد أنى سقيم النفس لكفركم كما يقال انا مريض القلب من
(٢٣)