تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٣٣١
سبأ (46 - 42)) معطوف على لا يملك * (ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) * في الدنيا * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * أي إذا قرىء عليهم القرآن * (بينات) * واضحات * ( قالوا) * أي المشركون * (ما هذا) * أي محمد * (رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا) * أي القرآن * (إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا) * أي وقالوا والعدول عنه دليل إنكار عظيم وغضب شديد * (للحق) * للقرآن أو لأمر النبوة كله * (لما جاءهم) * وعجزوا عن الإتيان بمثله * (إن هذا) * أي الحق * (إلا سحر مبين) * بتوه على أنه سحر ثم بتوه على أنه بين ظاهر كل عاقل تأمله سماه سحرا * (وما آتيناهم من كتب يدرسونها) * أي ما أعطينا مشركي مكة كتبا يدرسونها فيها برهان على صحة الشرك * (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) * ولا أرسلنا إليهم نذيرا ينذرهم بالعقاب ان لم يشركوا ثم توعدهم على تكذيبهم بقوله * (وكذب الذين من قبلهم) * أي كذب الذين تقدموهم من الأمم الماضية والقرون الخالية الرسل كما كذبوا * (وما بلغوا معشار ما آتيناهم) * أي ومابلغ أهل مكة عشر ما أوتى الأولون من طول الأعمار وقوة الاجرام وكثرة الأموال والاواد * (فكذبوا رسلي فكيف كان نكير) * للمكذبين الأولين فليحذروا من مثله وبالياء في الوصل والوقف يعقوب أي فحين كذبوا رسلهم جاءهم 2 إنكاري بالتدمير والاستئصال ولم يغن عنهم استظهارهم بما هم مستظهرون فما بال هؤلاء وإنما قال فكذبوا وهو مستغنى عنه بقوله وكذب الذين من قبلهم لأنه لما كان معنى قوله وكذب الذين من قبلهم وفعل الذين من قبلهم التكذيب وأقدموا عليه جعل تكذيب الرسل مسببا عنه وهو كقول القائل أقدم فلان على الكفر فكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم * (قل إنما أعظكم بواحدة) * بخصلة واحدة وقد فسرها بقوله * (أن تقوموا) * على أنه عطف بيان لها وقيل هو بدل وعلى هذين الوجهين هو في محل الجر وقيل هو في محل الرفع على تقدير وهى أن تقوموا والنصب على تقدير أعنى وأراد بقيامهم القيام عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقهم عن مجتمعهم عنده
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»