سبأ (49 - 46)) أو قيام القصد إلى الشئ دون النهوض والانتصاب والمعنى إنما أعظكم بواحدة ان فعلتموها أصبتم الحق وتخلصتم وهى أن تقوموا * (لله) * أي لوجه الله خالصا لا لحمية ولا عصبية بل لطلب الحق * (مثنى) * اثنين اثنين * (وفرادى) * فردا فردا * (ثم تتفكروا) * في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به اما الاثنان فيتفكران ويعرض كل واحد منهما محصول فكره على صاحبه وينظران فيه نظر الصدق والانصاف حتى يؤديهما النظر الصحيح إلى الحق وكذلك الفرد يتفكر في نفسه بعدل ونصفه ويعرض فكره على عقله ومعنى تفرقهم مثنى وفرادى أن الاجتماع مما يشوش الخواطر ويعمى البصائر ويمنع من الرؤية ويقل الإنصاف فيه ويكثر الاعتساف ويثور عجاج التعصب ولا يسمع إلا نصرة المذهب وتتفكروا معطوف على تقوموا * (ما بصاحبكم) * يعنى محمد صلى الله عليه وسلم * (من جنة) * جنون والمعنى ثم تتفكروا فتعلموا ما بصاحبكم من جنة * (إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) * قدام عذاب شديد وهو عذاب الآخرة وهو كقوله عليه السلام بعثت بين يدي الساعة ثم بين أنه لا يطلب أجرا على الإنذار بقوله * (قل ما سألتكم من أجر) * على إنذارى وتبليغي الرسالة * (فهو لكم) * جزاء الشرط تقديره أي شئ سألتكم من أجر كقوله ما يفتح الله للناس من رحمة ومعناه نفى مسألة الاجر رأسا نحو مالي في هذا فهو لك أي ليس لي فيه شئ * (إن أجري) * مدنى وشامى وأبو بكر وحفص وبسكون الياء غيرهم * (إلا على الله وهو على كل شيء شهيد) * فيعلم أنى لا أطلب الاجر على نصيحتكم ودعائكم إليه الا منه * (قل إن ربي يقذف بالحق) * بالوحي والقذف توجيه السهم ونحوه بدفع واعتماد ويستعار لمعنى الالقاء ومنه وقذف في قلوبهم الرعب أن اقذفيه في التابوت ومعنى يقذف بالحق يلقيه وينزل إلى أنبيائه أو يرمى به الباطل فيدمغه ويزهقه * (علام الغيوب) * مرفوع على البدل من الضمير في يقذف أو على أنه خبر مبتدأ محذوف * (قل جاء الحق) * الإسلام والقرى ن * (وما يبدئ الباطل وما يعيد) * أي زال الباطل وهلك لأن الابداء والاعاردة من صفات الحي فعدمهما عبارة عن الهلاك والمعنى جاء الحق وزهق الباطل كقوله جاء الحق وزهق الباطل وعن ابن مسعود رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة أصنام فجعل يطعنها بعود معه ويقول جاء الحق وزهق الباطل أن كان زهو قاجاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد وقيل الباطل الأصنام وقيل
(٣٣٢)