تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٤٧
النور (35 - 34)) يخاف منه التلف فكانت آثمة أولهم إذا تابوا * (ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات) * بفتح الياء حجازي وبصرى وأبو بكر وحماد والمراد الآيات التي بينت في هذه السورة وأوضحت في معاني الاحكام والحدود وجاز أن يكون الأصل مبينا فيها فاتسع في الظرف أي أجرى مجرى المفعول به كقوله ويوم شهدناه وبكسرها غيرهم أي بينت هي الأحكام والحدود جعل الفعل لها مجازا أو من بين يمعنى تبين ومنه المثل قد بين الصبح لذي عينين * (ومثلا من الذين خلوا من قبلكم) * ومثلا من أمثال من قبلكم أي قصة عجيبة من قصصهم كقصة يوسف ومريم يعنى قصة عائشة رضي الله عنها * (وموعظة) * ما وعظ به من الآيات والمثل من نحو قوله تعالى ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله لولا إذ سمعتموه ولولا إذ سمعتموه يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا * (للمتقين) * أي هم المنتفعون بها وان كانت موعظة للكل نظير قوله * (الله نور السماوات والأرض) * مع قوله مثل نوره ويهدى الله لنوره قولك زيد كرم وجود ثم تقول ينعش الناس يكرمه وجوده والمعنى ذو نور السماوات ونور السماوات والأرض الحق شبهه بالنور في ظهوره وبيانه كقوله الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور أي من الباطل إلى الحق وأضاف النور اليهما للدلالة على سعة اشراقه وفشوا إضاءته حتى تصئ له السماوات والأرض وجاز أن المراد أهل السماوات والأرض وانهم يستضيئون به * (مثل نوره) * أي صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة * (كمشكاة) * كصفة مشكاة وهى الكوفي في الجدار غير النافذة * (فيها مصباح) * أي سراج ضخم ثاقب * (المصباح في زجاجة) * في قنديل من زجاج شامي بكسر الزاي * (الزجاجة كأنها كوكب دري) * مضئ بضم الدال وتشديد الياء منسوب إلى الدرلفرط ضيائه وصفائه وبالكسر والهمزة عمرو وعلى كأنه يدرأ الظلام بضوئه وبالضم والهمزة أبو بكر وحمزة شبه في زهرته بأحد الكواكب الدراري كالمشترى والزهرة ونحوهما * (يوقد) * بالتخفيف حمزة وعلى وأبو بكر الزجاجة ويوقد بالتخفيف شامي ونافع وحفص ويوقد بالتشديد مكي وبصرى أي هذا المصباح * (من شجرة) * أي ابتداء ثقوبه من زيت شجرة الزيتون يعنى رويت زبالته بزيتها * (مباركة) * كثيرة المنافع أو لأنها نبتت في الأرض التي بورك فيها للعالمين وقيل بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام * (زيتونة) * بدل من شجرة نعتها * (لا شرقية ولا غربية) * أي منبتها الشام يعنى ليست من المشرق ولا من المغرب بل في الوسط منهما وهو الشام
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»