تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٣٣
المؤمنون (118 - 116)) النور (2 - 1)) * (فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) * سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون) * ونعاقب المسئ * (فتعالى الله) * عن أن يخلق عبثا * (الملك الحق) * الذي يحق له الملك لأن كل شئ منه واليه أو الثابت الذي لا يزول ولا يزول ملكه * (لا إله إلا هو رب العرش الكريم) * وصف العرش بالكرم لأن الرحمة تنزل منه أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين وقرئ شاذا برفع الكريم صفة للرب تعالى * (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان) * أي لا حجة * (له به) * اعتراض بين الشرط والجزاء كقولك من أحسن إلى زيد لا أحق بالإحسان منه فان الله مثيبه أو صفة لازمة جئ بها للتوكيد كقوله يطير بجناحيه لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان * (فإنما حسابه) * أي جزاؤه وهذا جزاء الشرط * (عند ربه) * أي فهو يجازيه لا محالة * (إنه لا يفلح الكافرون) * جعل فاتحة السورة قد أفلح المؤمنون وخاتمتها أنه لا يفلح الكافرون فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة ثم علمنا سؤال المغفرة والرحمة بقوله * (وقل رب اغفر وارحم) * ثم قال * (وأنت خير الراحمين) * لأن رحمته إذا أدركت أحدا أغنته عن رحمة غيره ورحمة غيره لا تغنيه عن رحمته سورة النور مدينة وهى ستون وأربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم * (سورة) * خبر مبتدأ محذوف أي هذه سورة * (أنزلناها) * صفة لها وقرأ طلحة سورة على زيد اضربته أو على أتل سورة والسورة الجامعة لجمل آيات بفاتحة لها وخاتمة واشتقاقها من سور المدينة * (وفرضناها) * أي احكامها التي فيها وأصل الفرض القطع أي جعلناها مقطوعا بها وبالتشديد مكي وأبو عمرو للمبالغة في الإيجاب وتوكيده أو لأن فيها فرائض شتئ أو لكثرة المفروض عليهم من السلف ومن بعدهم * (وأنزلنا فيها آيات بينات) * أي دلائل واضحات * (لعلكم تذكرون) * لكي تتعظوا وبتخفيف الذال حمزة وعلى وخلف وحفص ثم فصل أحكامها فقال * (الزانية والزاني) * رفعها على الابتداء والخبر محذوف أي فيما فرض عليكم الزانية والزاني أي
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»