تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
المؤمنون (115 - 108)) * (تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا) * تكلمون في رفع العذاب عنكم فإنه لا يرفع ولا يخفف قيل هو آخر كلام يتكلمون به ثم ولا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير أن يحضروني ارجعوني ولاتكلموني بالياء في الوصل والوقف يعقوب وغيره بلا ياء إنه إن الأمر والشأن * (كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا) * مفعول ثان وبالضم مدنى وحمزة وعلى وكلاهما مصدر سخر كالسخر إلا أن في ياء النسبة مبالغة قيل هم الصحابة رضي الله عنهم وقيل أهل الصفة خاصة ومعناه اتخذتموهم هزؤا وتشاغلتم بهم ساخرين * (حتى أنسوكم) * بتشاغلكم بهم على تلك الصفة * (ذكرى) * فتركتموه أي كان التشاغل بهم سببا لنسيانكم ذكرى * (وكنتم منهم تضحكون) * استهزاء بهم * (إني جزيتهم اليوم بما صبروا) * بصبرهم * (إنهم) * أي لأنهم * (هم الفائزون) * ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا أي جزيتهم اليوم فوزهم لأن جزى يتعدى إلى اثنين وجزاهم بما صبروا جنة انهم حمزة وعلى على الاستئناف أي انهم هم الفائزون لا أنتم * (قال) * أي الله أو والمأمور بسؤالهم من الملائكة قل مكي وحمزة وعلى أمر لمالك أن يسألهم * (كم لبثتم في الأرض) * في الدنيا * (عدد السنين) * أي كم عدد سنين لبثتم فكم نصب بلبثتم وعدد تمييز * (قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) * استقصروا مدة لبثهم في الدنيا بالاضافى إلى خلودهم ولما هم فيه من عذابها لأن الممتحن يستطيل أيام محنته ويستقصر ما مر عليه من أيام الدعة * (فاسأل العادين) * أي الحساب أو الملائكة الذين يعدون أعمار العباد وأعمالهم فسل بلا همز مكي وعلى * (قال إن لبثتم إلا قليلا) * أي مالبثتم في الدنيا وبخهم على غفلتهم التي كانوا عليها قل إن حمزة وعلى * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) * حال أي عابثين أومفعول له أي للعبث * (وأنكم إلينا لا ترجعون) * بفتح التاء وكسر الجيم حمزة وعلى يعقوب وهو معطوف على إنما خلقناكم أو على عبثا أي للعبث ولنترككم غير مرجوعين بل خلقناكم للتكليف ثم للرجوع من دار التكليف إلى دار الجزاء فثبب المحسن
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»