تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
المؤمنون (23 - 19)) * (وأعناب لكم فيها) * في الجنات * (فواكه كثيرة) * سوى النخيل والأعناب * (ومنها تأكلون) * أي من الجنات أي من ثمارها ويجوز أن هذا من قولهم فلان يأكل من حرفة يحترفها ومن صنعة يغتلها أي أنها طعمته وجهته التي منها يحصل رزقه كأنه قال وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعايشكم منها ترزقون وتتعيشون * (وشجرة) * عطف على جنات وهى شجرة الزيتون * (تخرج من طور سيناء) * طور سيناء وطور سنين لا يخلو اما ان يضاف الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسيتون وأما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف اليه كامرئ القيس وهو جبل فلسطين وسيناء غير منصرف بكر حال مكسور السين كقراءة الحجازي وأبى عمرو للتعريف والعجمة أو مفتوحها كقراءة غيرهم لأن الألف للتأنيث كصحراء * (تنبت بالدهن) * قال الزجاج الباء للحال أي تنبت ومعها الدهن تنبت مكي وأبو عمرو اما لأن أنبت بمعنى نبت كقوله حتى إذا أنبت البقل أن لأن مفعوله محذوف أي تنبت زيتونها وفيه الدهن * (وصبغ للآكلين) * أي إدام لهم قال مقاتل جعل الله تعالى في هذه إداما ودهنا فالادام الزيتون والدهن الزيت وقيل هي أول شجرة نبتت بعد الطوفان وخص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع * (ولكم فيها منافع كثيرة) * سوى الألبان وهى منافع الأصواف والأوبار والاشعار * (ومنها تأكلون) * أي لحومها * (وعليها) * وعلى الانعام في البر * (وعلى الفلك) * في البحر * (تحملون) * في أسفاركم وهذا يشير إلى أن المراد بالأنعام الإبل لأنها هي المحمول عليها في العادة فلذا قرنها بالفلك التي هي السفائن لأنها سفائن البر قال ذو الرمة سفينة بر تحت خدى زمامها يريد ناقته * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من إله) * معبود * (غيره) * بالرافع على المحل وبالجر على اللفظ والجملة استئناف تجرى مجرى التعليل للامر بالعبادة * (أفلا تتقون) * أفلا تخافون عقوبة الله الذي هو ربكم وخالقكم إذا عبدتم غيره مما ليس من استحقاق
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»