تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١١٤
الحج (77 - 73)) ولو اجتمعوا لذلك * (وإن يسلبهم الذباب شيئا) * ثاني مفعولى يسلبهم * (لا يستنقذوه منه) * أي هذا الخلق الأقل الأذل لو أختطف منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا عن ابن عباس رضي الله عنهما انهم كانوا يطلونها بالزعفران ورءوسها بالعسل فإذا سلبه الذباب عجز الأصنام عن أخذه * (ضعف الطالب) * أي الصنم بطلب ما سلب منه * (والمطلوب) * الذباب بما سلب وهذا كالتسوية بينهم وبين الذباب في الضعف ولو حققت وجدت الطالب أضعف وأضعف فإن الذباب حيوان وهو جماد وهو غالب وذاك مغلوب * (ما قدروا الله حق) * ما عرفوه حق معرفته حيث جعلوا هذا الصنم الضعيف شريكا له * (إن الله لقوي عزيز) * أي إن الله قادر وغالب فكيف يتخذ العاجز المغلوب شبيها به أو لقوى بنصر أوليائه عزيز ينتقم من أعدائه * (الله يصطفي) * يختار * (من الملائكة رسلا) * كجبريل وميكائيل وإسرافيل وغيرهم * (ومن الناس) * رسلا كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم السلام هذا رد لما أنكروه من أن يكون الرسول من البشر وبيان أن رسل الله على ضربين ملك وبشر وقيل نزلت حين قالوا أنزل عليه الذكر من بيننا * (إن الله سميع) * لقولهم * (بصير) * بمن يختاره لرسالته أو سميع لأقوال الرسل فيما تقبله العقول بصير بأحوال الأمم في الرد والقبول * (يعلم ما بين أيديهم) * ما مضى * (وما خلفهم) * ما لم يأت أو ما عملوه وما سيعملوه أو أمر الدنيا وأمر الآخرة * (وإلى الله ترجع الأمور) * أي إليه ترجع الأمور كلها والذي هو بهذه الصفات لا يسأل عما يفعل وليس لاحد أن يعترض عليه في حكمه وتدابيره واختياره رسله ترجع شامي وحمزة وعلى * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) * في صلاتكم وكان أول ما أسلموا يصلون بلا ركوع وسجود فامروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود وفيه دليل على أن الأعمال ليست من الايمان وان هذه السجدة للصلاة لا للتلاوة * (واعبدوا ربكم) * واقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله لا الصنم * (وافعلوا الخير) * قيل لما كان للذكر مزية على غيره من الطاعات دعا المؤمنين أولا إلى الصلاة التي هي ذكر خالص لقوله تعالى وأقم الصلاة لذكرى ثم إلى العبادة بغير الصلاة كالصوم والحج وغيرهما ثم عم الحث على سائر الخيرات وقيل أريد به صلة الارحام ومكارم الأخلاق * (لعلكم تفلحون) * أي كي تفوزوا وافعلوا هذا كله وأنتم راجون للفلاح غير مستيقنين ولا تتكلوا على أعمالكم * (وجاهدوا) * أمر الغزو أو مجاهدة النفس والهوى وهو الجهاد الأكبر أو هو كلمة حق عند أمير جائر * (في الله) * أي في
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»