تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١١٢
الحج (69 - 65)) * (الحميد ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض) * قدرته بعد فناء ما في السماوات وما في الأ رض * (الحميد) * المحمود بنعمته قبل ثناء من في السماوات ومن في الأرض * (ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض) * من البهائم مذللة للركوب في البر * (والفلك تجري في البحر بأمره) * أي ومن المراكب جارية في البحر ونصب الفلك عطفا على ما وتجرى حالها أي وسخر لكم الفلك في حال جريها * (ويمسك السماء أن تقع على الأرض) * أي يحفظها من أن تقع * (إلا بإذنه) * بأمره أو بمشيئته * (إن الله بالناس لرؤوف) * بتسخير ما في الأرض * (رحيم) * بامساك السماء لئلا تقع على الأرض عدد آلاءه مقرونة بأسمائه ليشكروه على آلائه ويذكروه بأسمائه وعن أبي حنيفة رحمه الله أن اسم الله الأعظم في الآيات الثمانية يستجاب لقارئها البتة * (وهو الذي أحياكم) * في أرحام أمهاتكم * (ثم يميتكم) * عند انقضاء آجالكم * (ثم يحييكم) * لايصال جزائكم * (إن الإنسان لكفور) * لجحود لما أفاض عليه من ضروب النعم ودفع عنه من صنوف النقم أو لا يعرف نعمة الإنشاء المبدئ للوجود ولا الافناء المقرب إلى الموعود ولا الاحياء الموصل إلى المقصود * (لكل أمة) * أهل دين * (جعلنا منسكا) * من بيانه وهو رد لقول من يقول إن الذبح ليس بشريعة الله إذ هو شريعة كل أمة * (هم ناسكوه) * عاملون به * (فلا ينازعنك) * فلا يجادلنك والمعنى فلا تلتفت إلى قولهم ولا تمكنهم من أن ينازعوك * (في الأمر) * أمر الذبائح أو الدين نزلت حين قال المشركون للمسلمين ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله يعنى الميتة * (وادع) * الناس * (إلى ربك) * إلى عبادة ربك * (إنك لعلى هدى مستقيم) * طريق قويم ولم يذكرا لوا وفى لكل أمة بخلاف ما تقدم لان تلك وقعت مع أباعد عن معناها فلم تجد معطفا * (وإن جادلوك) * مراء وتعنتا كما يفعله السفهاء بعد اجتهادك أن لا يكون بينكم وبينهم تنازع وجدال * (فقل الله أعلم بما تعملون) * أي فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول والمعنى أن الله أعلم بأعمالكم وما تستحقون عليها من الجزاء فهو مجازيكم به وهذا وعيد وانذار ولكن برفق ولين وتأديب يجاب به كل متعنت * (الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون) * هذا خطاب من الله للمؤمنين والكافرين أي يفصل بينكم بالثواب والعقاب ومسلاة لرسول
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»