تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٠٩
الحج (54 - 52)) * تمنى كتاب الله أول ليلة تمنى داود الزبور على رسل * * (ألقى الشيطان في أمنيته) * تلاوته قالوا إنه عليه السلام كان نادى قومه يقرأ والنجم فلما بلغ قوله ومناة الثالثة الأخرى جرى على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى ولم يفطن له حتى أدركته العصمة فتنبه عليه وقيل نبهه جبريل عليه السلام فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان وهذا القول غير مرضى لأنه لا يخلو إما أن يتكلم النبي عليه السلام بها عمدا وأه لا يجوز لأنه كفر ولأنه بعث طاعنا للأصنام لا مادحالها أو اجرى الشيطان ذلك على لسان النبي عليه الصلاة والسلام جبرا بحيث لا يقدر على الامتناع منه وهو ممتنع لأن الشيطان لا يقدر على ذلك على لسانه سهوا وغلفة وهو مردود أيضا لأنه لا يجوز مثل هذه الغفلة عليه في حال تبليغ الوحي ولو جاز ذلك لبطل الاعتماد على قوله ولأنه تعالى قال في صفة المنزل عليه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون فلما بطلت هذه الكلمات متصلا بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم فوقع عند بعضهم أنه عليه السلام هو الذي تكلم بها فيكون هذا القاء في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وكان الشيطان يتكلم في زمن النبي عليه السلام ويسمع كلامه فقد روى أنه نادى يوم أحد ألا ان محمدا قد قتل وقال يوم بدر لا غالب لكم اليوم من الناس وأنى جارلكم * (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) * أي يذهب به ويبطله ويخبر أنه من الشيطان * (ثم يحكم الله آياته) * أي يثبتها ويحفظها من لحوق الزيادة من الشيطان * (والله عليم) * بما أوحى إلى نبيه وبقصد الشيطان * (حكيم) * لا يدعه حتى يكشفه ويزيله ثم ذكر أن ذلك ليفتن الله تعالى به قوما بقوله * (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة) * محنة وابتلاء * (للذين في قلوبهم مرض) * شك ونفاق * (والقاسية قلوبهم) * هم المشركون المكذبون فيزدادوا به شكا وظلمة * (وإن الظالمين) * أي المنافقين والمشركين وأصله وأنهم فوضع الظاهر موضع الضمير قضاء عليهم بالظلم * (لفي شقاق) * خلاف * (بعيد) * عن الحق * (وليعلم الذين أوتوا العلم) * بالله وبدينه وبالآيات * (أنه) * اى القرآن * (الحق من ربك فيؤمنوا به) * بالقرآن * (فتخبت) * فتطمئن * (له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) *
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»