تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٩٩
التوبة (71 _ 74)) عليه فهو يقدر على الثواب والعقاب * (حكيم) * واضع كل موضعه * (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة) * يطيب فيها العيش وعن الحسن رحمه الله قصورا من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد * (في جنات عدن) * هو علم بدليل قوله جنات عدن التي وعد الرحمن وقد عرفت أن الذي والتي وضعا لوصف المعارف بالجمل وهى مدينة في الجنة * (ورضوان من الله) * وشئ من رضوان الله * (أكبر) * من ذلك كله لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة * (ذلك) * إشارة إلى ما وعد أو إلى الرضوان * (هو الفوز العظيم) * وحده دون ما يعده الناس فوزا * (يا أيها النبي جاهد الكفار) * بالسيف * (والمنافقين) * بالحجة * (واغلظ عليهم) * في الجهادين جميعا ولا تحابهم وكل من وقف منه على فساد في العقيدة فهذا الحكم ثابت فيه يجاهد بالحجة وتستعمل معه الغلظة ما أمكن منها * (ومأواهم جهنم وبئس المصير) * جهنم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المنافقين المتخلفين فيسمع من معه منهم الجلاس ابن سويد فقال والله لئن كان ما يقول محمدا حقا لإخواننا الذين خلفناهم وهم ساداتنا فنحن شر من الحمير فقال عامر بن قيس الأنصاري للجلاس اجل والله إن محمدا صادق و أنت شر من الحمار وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحضر فحلف بالله ما قال فرفع عامر يده فقال اللهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب فنزل * (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر) * يعنى إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير أو هي استهزاؤهم فقال الجلاس يا رسول الله والله لقد قلته وصدق عامر فتاب الجلاس وحسنت توبته * (وكفروا بعد إسلامهم) * وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام وفيه دلالة على أن الإيمان و الإسلام واحد لأنه قال وكفروا بعد إسلامهم * (وهموا بما لم ينالوا) * من قتل محمد عليه السلام أو قتل عامر لرده على الجلاس وقيل أرادوا أن يتوجوا ابن أبي و إن لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وما نقموا) * وما أنكروا
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»