تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
التوبة (103 _ 106)) ولم يذكر توبتهم لأنه ذكر اعترافهم بذنوبهم وهو دليل على التوبة * (خذ من أموالهم صدقة) * كفارة لذنبوهم وقيل هي الزكاة * (تطهرهم) * عن الذنوب وهو صفة لصدقة والتاءللخطاب أو لغيبة المؤنث والتاء في * (وتزكيهم) * للخطاب لا محالة * (بها) * بالصدقة والتزكية مبالغة في التطهير وزيادة فيه أو بمعنى الانماء والبركة في المال * (وصل عليهم) * واعطف عليهم بالدعاء لهم وترحم والسنة أن يدعوا المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها * (إن صلاتك) * صلاتك كوفي غير أبى بكر قيل الصلاة أكثر من الصلوات لأنها للجنس * (سكن لهم) * يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم * (والله سميع) * لدعائك أو سميع لاعترافهم بذنبوهم ودعائهم * (عليم) * بما في ضمائرهم من الندم والغم لما فرط منهم * (ألم يعلموا) * المراد المتوب عليهم أي ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم * (أن الله هو يقبل التوبة عن عباده) * إذا صحت * (ويأخذ الصدقات) * ويقبلها إذا صارت عن خلوص النية وهو للتخصيص أي أن ذلك ليس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الله هو الذي يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها ووجهوها إليه * (وأن الله هو التواب) * كثير قبول التوبة * (الرحيم) * يعفو الحوبة * (وقل) * لهؤلاء التائبين * (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * أي فإن عملكم لا يخفى خيرا كان أو شرا على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم أو غير التائبين ترغيبا لهم في التوبة فقد روى أنه لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت وقوله تعالى فسيرى الله وعيد لهم وتحذير من عاقبة الاصرار والذهول عن التوبة * (وستردون إلى عالم الغيب) * ما يغيب عن الناس * (والشهادة) * ما يشاهدونه * (فينبئكم بما كنتم تعملون) * تنبئة تذكير ومجازاة عليه * (وآخرون مرجون لأمر الله) * بغير همز مدنى وكوفي غير أبى بكر مرجئون غيرهم من أرجيته وأرجأته إذا أخرته ومنه المرجئة أي وآخرون من المتخلفين موقوفون إلى أن يظهر أمر الله فيهم * (إما يعذبهم) * أن أصروا ولم يتوبوا * (وإما يتوب عليهم) * إن تابوا وهم ثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومراره بن الربيع والضابط
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»