تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٢١
الرعد (38 _ 42)) فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة الثبات بمكان كانوا يعيبونه بالزواج والولادة ويقترحون عليه الآيات وينكرون النسخ فنزل * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) * نساء وأولاد * (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله) * أي ليس في وسعه اتيان الآيات على ما يقترحه قومه وإنما ذلك إلى الله * (لكل أجل كتاب) * لكل وقت حكم يكتب على العباد أي يفرض عليهم على ما تقتضيه حكمته * (يمحو الله ما يشاء) * ينسخ ما يشاء نسخه * (ويثبت) * بدله ما يشاء أو يتركه غير منسوخ أو يمحو من ديوان الحفظة ما يشاء ويثبت غيره أو يمحو كفر التائبين ويثبت إيمانهم أو يميت من حان أجله وعكسه ويثبت مدنى وشامي وحمزة وعلى * (وعنده أم الكتاب) * أي أصل كل كتاب وهو اللوح المحفوظ لأن كل كائن مكتوب فيه * (وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك) * وكيفما دارت الحال أريناك مصارعهم وما وعدناهم من انزال العذاب عليهم أو توفيناك قبل ذلك * (فإنما عليك البلاغ) * فما يجب عليك إلا تبليغ الرسالة فحسب * (وعلينا الحساب) * وعلينا حسابهم وجزاؤهم على اعمالهم لا عليك فلا يهمنك اعراضهم ولا تستعجل بعذابهم * (أو لم يروا أنا نأتي الأرض) * ارض الكفرة * (ننقصها من أطرافها) * بما نفتح على المسلمين من بلادهم فننقص دار الحرب ونزيد في دار الاسلام وذلك من آيات النصرة والغلبة والمعنى عليك البلاغ الذي حملته ولا تهتم بما وراء ذلك فنحن نكفيكه ونتم ما وعدناك من النصرة والظفر * (والله يحكم لا معقب لحكمه) * لا راد لحكمه والمعقب الذي يكر على الشيء فيبطله وحقيقته الذي يعقبه أي يقفيه بالرد والابطال ومنه قيل لصاحب الحق معقب لأنه يقفي غريمه بالاقتضاء والطلب والمعنى أنه حكم للاسلام بالغلبة والاقبال وعلى الكفر بالادبار والانتكاس ومحل لا معقب لحكمه النصب على الحال كأنه قيل والله يحكم نافذا حكمه كما تقول جاءني زيد لا عمامة على رأسه ولا قلنسوة له تريد حاسرا * (وهو سريع الحساب) * فعما قليل يحاسبهم في الآخرة بعد عذاب الدنيا * (وقد مكر الذين من قبلهم) * اي كفار الأمم الخالية بأنبيائهم والمكر إرادة المكروه في خفية ثم جعل مكرهم كلا مكر بالإضافة إلى مكره
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»