تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
الرعد (34 _ 37)) * (ولعذاب الآخرة أشق) * أشد لدوامه * (وما لهم من الله من واق) * من حافظ من عذابه * (مثل الجنة التي وعد المتقون) * صفتها التي هي في غرابة المثل وارتفاعه بالابتداء والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الجنة أو الخبر * (تجري من تحتها الأنهار) * كما تقول صفة زيد أسمر * (أكلها دائم) * ثمرها دائم الوجود لا ينقطع * (وظلها) * دائم لا ينسخ في الدنيا بالشمس * (تلك عقبى الذين اتقوا) * أي الجنة الموصوفة عقبى تقواهم يعنى منتهى أمرهم * (وعقبى الكافرين النار والذين آتيناهم الكتاب) * يريد من أسلم من اليهود كابن سلام ونحوه ومن النصارى بأرض الحبشة * (يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب) * أي ومن أحزابهم وهم كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة ككعب بن الأشرف وأصحابه والسيد والعاقب وأشياعهما * (من ينكر بعضه) * لأنهم كانوا لا ينكرون الأقاصيص وبعض الأحكام والمعاني مما هو ثابت في كتبهم وكانوا ينكرون نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وغير ذلك مما حرفوه وبدلوه من الشرائع * (قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به) * هو جواب للمنكرين أي قل انما أمرت فيما أنزل إلى بأن أعبد الله ولا أشرك به فانكارهم له انكار لعبادة الله وتوحيده فانظروا ماذا تنكرون مع ادعائكم وجوب عبادة الله وأن لا يشرك به * (إليه أدعو) * خصوصا لا ادعوا إلى غيره * (وإليه) * لا إلى غيره * (مآب) * مرجعي وأنتم تقولون مثل ذلك فلا معنى لانكاركم * (وكذلك أنزلناه) * ومثل ذلك الانزال أنزلناه مأمورا فيه بعبادة الله وتوحيده والدعوة اليه إلى دينه والإنذار بدار الجزاء * (حكما عربيا) * حكمة عربية مترجمة بلسان العرب وانتصابه على الحال كانوا يدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمور يشاركهم فيها فقيل * (ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم) * أي بعد ثبوت العلم بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة * (ما لك من الله من ولي ولا واق) * أي لا ينصرك ناصر ولا يقيك منه واق وهذا من باب النهييج والبعث للسامعين على الثبات في الدين وأن لا يزال عند الشبهة بعد استمساكه بالحجة والا
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»