تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
أي اخلاصا كما لا يقبل ايمان الكافر بعد طلوع الشمس من مغربها لا يقبل اخلاص المنافق أيضا أو توبته وتقديره لا ينفع ايمان من لم يؤمن ولا توبة من لم يتب قبل * (قل انتظروا) * إحدى الآيات الثلاث * (إنا منتظرون) * بكم إحداها * (إن الذين فرقوا دينهم) * اختلفوا فيه وصاروا فرقا كما اختلفت اليهود والنصارى وفى الحديث افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهى السواد الأعظم وفى رواية وهى ما انا عليه وأصحابي وقيل فرقوا دينهم فآمنوا ببعض وكفروا ببعض فارقوا دينهم حمزة وعلى أي تركوا * (وكانوا شيعا) * فرقا كل فرقة تشيع إماما لها * (لست منهم في شيء) * أي من السؤال عنهم وعن تفرقهم أو من عقابهم * (إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) * فيجازيهم على ذلك * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * تقديره عشر حسنات أمثالها إلا أنه أقيم صفة الجنس المميز مقام الموصوف * (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون) * بنقص الثواب وزيادة العقاب * (قل إنني هداني ربي) * ربى أبو عمرو ومدنى * (إلى صراط مستقيم دينا) * نصب على البدل من محل إلى صراط مستقيم لأن معناه هداني صراطا بدليل قوله * (ويهديكم صراطا مستقيما) * فيما فيعل من قام كسدي من ساد وهو أبلغ من القائم قيما كوفي وشامى وهو مصدر بمعنى القيام وصف به * (ملة إبراهيم) * عطف بيان * (حنيفا) * حال من إبراهيم * (وما كان من المشركين) * بالله يا معشر قريش * (قل إن صلاتي ونسكي) * أي عبادتي والنسك العابد أو ذبحى أو حجى * (ومحياي ومماتي) * وما أتيته في حياتي وأموت عليه من الإيمان والعلم الصالح * (لله رب العالمين) * خالصة لوجهه محياي ومماتي بسكون الياء الأول وفتح الثاني مدنى وبعكسه غيره * (لا شريك له) * في شيء من ذلك * (وبذلك) * الاخلاص * (أمرت وأنا أول المسلمين) * لأن اسلام كل نبي متقدم على اسلام أمته * (قل أغير الله أبغي ربا) * جواب عن دعائهم له على عبادة آلهتهم والهمزة للانكار أي منكر أن أطلب ربا غيره وتقديم المفعول للاشعار بأنه أهم * (وهو رب كل شيء) *
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 » »»