تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٨٣
المائدة (41 _ 43)) عن مواضعة التي وضعه الله فيها فيهملونه بغير مواضع بعد أن كان ذا موضع يحرفون صفة لقوم كقوله لم يأتوك أو خبر لمبتدأ محذوف أي هم يحرفون والضمير مردود على لفظ الكلم * (يقولون إن أوتيتم هذا) * المحرف المزال عن مواضعه ويقولون مثل يحرفون وجاز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون * (فخذوه) * واعلموا أنه الحق واعملوا به * (وإن لم تؤتوه) * وأفتاكم محمد بخلافه * (فاحذروا) * فإياكم وإياه فهو الباطل روى أن شريفا زنى بشريفة بخيبر وهما محصنان وحدهما الرجم في التوراة فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطا منهم ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقالوا أن أمركم بالجلد والتحميم فاقبلوا و إن أمركم بالرجم فلا تقبلوا فأمرهم بالرجم فأبوا أن يأخذوا به * (ومن يرد الله فتنته) * ضلالته وهو حجة على من يقول يريد الله الإيمان ولا يريد الكفر * (فلن تملك له من الله شيئا) * قطع رجاء محمد صلى الله عليه وسلم عن إيمان هؤلاء * (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) * عن الكفر لعلمه منهم اختيار الكفر وهو حجة لنا عليهم أيضا * (لهم في الدنيا خزي) * للمنافقين فضيحة ولليهود جزية * (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * أي التخليد في النار * (سماعون للكذب) * كرر للتأكيد أي هم سماعون ومثله * (أكالون للسحت) * وهو كل مالا يحل كسبه وهو من سحته إذا استأصله لأنه مسحوت البركة وفى الحديث هو الرشوة في الحكم وكانوا يأخذون الرشا على الأحكام وتحليل الحرام وبالتثقيل مكي وبصرى وعلى * (فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * قيل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مخيرا إذا تحاكم إليه أهل الكتاب بين أن يحكم بينهم وبين أن لا يحكم بينهم وقيل نسخ التخيير بقوله و أن احكم بينهم بما أنزل الله * (وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا) * فلن يقدروا على الاضرار بك لأن الله تعالى يعصمك من الناس * (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط) * بالعدل * (إن الله يحب المقسطين) * العادلين * (وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله) * تعجيب من تحكيمهم لمن لا يؤمنون به وبكتابه مع أن الحكم منصوص في كتابهم الذي يدعون الإيمان به فيها حكم الله حال من التوراة وهى مبتدأ وخبره عندهم * (ثم يتولون من بعد ذلك) *
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»