المائدة (24 _ 27)) من العلماء من حمله على الظاهر وقال أنه كفر منهم وليس كذلك إذ لو قالوا ذلك اعتقادا وكفروا به لحاربهم موسى ولم تكن مقاتلة الجبارين أولى من مقاتلة هؤلاء ولكن الوجه فيه أن يقال فاذهب أنت وربك يعينك على قتالك أو وربك أي وسيدك وهو أخوك الأكبر هارون أو لم يرد به حقيقة الذهاب ولكن كما نقول كلمته فذهب يجيبني تريد معنى الإرادة كأنهم قالوا أريد قتالهم * (فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) * ماكثون لا نقاتلهم لنصرة دينكم فلما عصوه وخالفوه * (قال رب إني لا أملك) * لنصرة دينك * (إلا نفسي وأخي) * وهو منصوب بالعطف على نفسي أو على اسم إن أي إني لا املك إلا نفسي و إن اخى لا يملك إلا نفسه أو مرفوع بالعطف على محل إن واسمها أو على الضمير في لا أملك وجاز للفصل أي ولا يملك اخى إلا نفسه أو هو مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك وهذا من البث والشكوى إلى الله ورقة القلب التي بمثلها تستجلب الرحمة وتستنزل النصرة و كأنه لم يثق بالرجلين المذكورين كل الوثوق فلم يذكر إلا النبي المعصوم أو أراد ومن يؤاخينى على ديني * (فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) * فافصل بيننا وبينهم بأن تحكم لنا بما وعدتنا وتحكم عليهم بما هم أهله وهو في معنى الدعاء عليهم أو فباعد بيننا وبينهم وخلصنا من صحبتهم كفوله ونجني من القوم الظالمين * (قال فإنها) * أي الأرض المقسدة * (محرمة عليهم) * لا يدخلونها وهو تحريم منع لا تحريم تعبد كقوله وحرمنا عليه المراضع والمراد بقوله كتب الله لكم أي بشرط أن تجاهدوا أهلها فلما أبوا الجهاد قيل فإنها محرمة عليهم أو المراد فإنها محرمة عليهم * (أربعين سنة) * فإذا مضى الأربعون كان ما كتب فقد سار موسى عليه السلام بمن بقي من بني إسرائيل وكان يوشع على مقدمته ففتحها وأقام فيها ما شاء الله ثم قبض وأربعين ظرف التحريم والوقف على سنة أو ظرف * (يتيهون في الأرض) * أي يسيرون فيها متحيرين لا يهتدون طريقا أربعين سنة والوقف على عليهم و إنما عوقبوا بالحبس لاختيارهم المكث فكانوا مع شدة سيرهم يصبحون حيث أمسوا ويمسون حيث أصبحوا في ستة فراسخ ولما ندم على الدعاء عليهم قيل له * (فلا تأس على القوم الفاسقين) * فلا تحزن عليهم لأنهم فاسقون قيل لم يكن موسى وهارون معهم في التيه لأنه كان عقابا وقد سأل موسى ربه أنه يفرق بينهما وبينهم وقيل كانا معهم إلا أنه كان ذلك روحا لهما وسلاما لا عقوبة ومات هارون في التيه وموسى فيه بعده بسنة ومات النقباء في التيه إلا كالب ويوشع أمر الله تعالى مححد صلى الله عليه وسلم أن يقص على حاسديه ما جرى بسبب الحسد ليتركوه ويؤمنوا بقوله * (واتل عليهم) * على أهل الكتاب * (نبأ ابني آدم) * ومن صلبه هابيل وقابيل أو هما رجلان من بني إسرائيل * (بالحق) * نبأ ملتبسا
(٢٧٨)