تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٢١
النساء (35 _ 36)) ظلمهن أو أن الله كان عليا كبيرا وأنكم تعصونه على علو شأنه وكبرياء سلطانه ثم تتوبون فيتوب عليكم فأنتم أحق بالعفو عمن يجنى عليكم إذا رجع ثم خاطب الولاة بقوله * (وإن خفتم شقاق بينهما) * أصله شقاقا بينهما فأضيف الشقاق إلى الظرف على سبيل الاتساع كقوله بل مكر الليل والنهار وأصله بل مكر في الليل والنهار والشقاق العداوة والخلاف لأن كلا منهما يفعل ما يشق على صاحبه أو يميل إلى شق أي ناحية غير شق صاحبه والضمير للزوجين ولم يجر ذكرهما لجرى ذكر ما يدل عليهما وهو الرجال والنساء * (فابعثوا حكما من أهله) * رجلا يصلح للحكومة والإصلاح بينهما * (وحكما من أهلها) * و إنما كان بعث الحكمين من أهلهما لأن الأقارب أعرف ببواطن الأحوال وأطلب للصلاح ونفوس الزوجين أسكن إليهم فيبرزان ما في ضمائرهما من الحب والبغض وإرادة الصحبة والفرقة والضمير في * (إن يريدا إصلاحا) * للحكمين وفى * (يوفق الله بينهما) * للزوجين أي أن قصدا إصلاح ذات اليمين وكانت نيتهما صحيحة بورك في وساطتهما وأوقع الله بحسن سعيهما بين الزوجين الألفة والوفاق وألقى في نفوسهما المودة والاتفاق أو الضمير ان للحكمين أي أن قصدا إصلاح ذات البين والنصيحة للزوجين يوفق الله بينهما فينفقات على الكلمة الواحدة ويتساندان في طلب الوفاق حتى يتم المراد أو الضمير أن للزوجين أي أن يريدا إصلاح ما بينهما وطلب الخير و أن يزول عنهما الشقاق يلق الله بينهما الألفة وأبدلهما بالشقاق الوفاق وبالبغضاء المودة * (إن الله كان عليما) * بإراده الحكمين * (خبيرا) * بالظالم من الزوجين وليس لهما ولاية التفريق عندنا خلافا لمالك رحمه الله * (واعبدوا الله) * قيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضا بالموجود والحفظ للحدود والصبر على المفقود * (ولا تشركوا به شيئا) * صنما وغيره ويحتمل المصدر أي إشراكا * (وبالوالدين إحسانا) * وأحسنوا بهما إحسانا بالقول والفعل والانفاق عليهما عند الاحتياج * (وبذي القربى) * وبكل من بينكم وبينه قربى من أخ أو عم أو غيرهما * (واليتامى والمساكين والجار ذي القربى) * الذي قرب جواره * (والجار الجنب) * أي الذي جواره بعيدا والجار القريب النسيب والجار الجنب الأجنبي * (والصاحب بالجنب) * أي الزوجة عن علي رضي الله عنه أو الذي صحبك بأن حصل بجنبك إما رفيقا في سفر أو شريكا في تعلم علم أو غيره أو قاعد إلى جنبك في مجلس أو مسجد * (وابن السبيل) * الغريب أو الضيف * (وما ملكت أيمانكم) * العبيد والإماء * (إن الله لا يحب من كان مختالا) * متكبرا يأنف عن قرابته وجيرانه فلا يلتفت إليهم
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»