تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
النساء (31 _ 33)) * (كريما) * حسنا وعن ابن عباس رضى اله عنهما ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت يريد الله ليبين لكم والله يريد أن يتوب عليكم يريد الله أن يخفف عنكم أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم أن الله لا يغفر أن يشرك به إن الله لا يظلم مثقال ذرة ومن يعمل سوأ أو يظلم نفسه ما يفعل الله بعذابكم وتشبت المعتزلة بالآية على أن الصغائر واجبة المغفرة باجتناب الكبائر وعلى أن الكبائر غير مغفورة باطل لأن الكبائر والصغائر في مشيئته تعالى سواء إن شاء عذب عليهما و إن شاء عفى عنهما لقوله تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقد وعد المغفرة لما دون الشرك وقرنها بمشيئته تعالى وقوله إن الحسنات يذهبن السيئات فهذه الآية تدل على أن الصغائر والكبائر يجوز أن يذهبا بالحسنات لأن لفظ السيئات ينطلق عليهما ولما كان اخذ مال الغير بالباطل وقتل النفس بغير حق بتمنى مال الغير وجاهه نهاهم عن تمنى ما فضل الله به بعض الناس على بعض من الجاه والمال بقوله * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) * لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حكمة وتدبير وعلم بأحوال العباد وبما ينبغي لكل من بسط في الرزق أو قبض فعلى كل واحد أن يرضى بما قسم له ولا يحسد أخاه على حظه فالحسد أن يتمنى أن يكون ذلك الشئ له ويزول عن صاحبه والغبطة أن يتمنى مثل مالغيره وهو مرخص فيه والأول منهى عنه ولما قال الرجال نرجو أن يكون أجرنا على الضعف من أجر النساء كالميراث وقالت النساء يكون وزرنا على نصف وزر الرجال كالميراث نزل * (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) * وليس ذلك على حسب الميراث * (واسألوا الله من فضله) * فإن خزائنه لا تنفذ ولا تتمنوا ما للناس من الفضل * (إن الله كان بكل شيء عليما) * فالتفضيل منه عن علم بمواضع الاستحقاق قال ابن عبينة لم يأمر بالمسألة إلا ليعطى وفى الحديث من لم يسأل الله من فضله غضب عليه وفيه إن الله تعالى ليمسك الخير الكثير عن عبده ويقول لا أعطى عبدي حتى يسألني وسلوا مكي وعلى * (ولكل) * المضاف إليه محذوف تقديره ولكل أحد أو لكل مال * (جعلنا موالي) * وراثا يلونه ويحرزونه * (مما ترك الوالدان والأقربون) * هو صفة مال محذوف أي من مال تركه الوالدان أو هو متعلق بفعل محذوف دل عليه الموالى تقديره يرثون مما ترك * (والذين عقدت أيمانكم) * عاقدتهم أيديكم وهو مبتدأ ضمن معنى الشرط فوقع خبره وهو * (فآتوهم نصيبهم) * مع لفاء عقدت كوفي أي عقدت عهودهم أيمانكم والمراد به عقد
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»