مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٥٥٣
أي عن الناحية التي كان منها الحق فتصرفوننا عنها، وقوله (لأخذنا منه باليمين) أي منعناه ودفعناه. فعبر عن ذلك الاخذ باليمين كقولك خذ بيمين فلان عن تعاطى الهجاء، وقيل معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جل ذكره (وأصحاب اليمين) أي أصحاب السعادات والميامن وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن الميامن باليمين وعن المشائم بالشمال.
واستعير اليمين للتيمن والسعادة، وعلى ذلك (فأما إن كان من أصحاب اليمين - فسلام لك من أصحاب اليمين)، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين واليمين في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
(أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة - وأقسموا بالله جهد أيمانهم - لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم - وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم - إنهم لا أيمان لهم) وقولهم يمين الله فإضافته إليه عز وجل هو إذا كان الحلف به. ومولى اليمين هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم ملك يميني أنفذ وأبلغ من قولهم في يدي، ولهذا قال تعالى: (مما ملكت أيمانكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: " الحجر الأسود يمين الله " أي به يتوصل إلى السعادة المقربة إليه. ومن اليمين تنوول اليمن، يقال هو ميمون النقيبة أي مبارك، والميمنة: ناحية اليمين.
ينع: ينعت الثمرة تينع ينعا وينعا وأينعت إيناعا وهي يانعة ومونعة، قال (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) وقرأ ابن أبي إسحق (وينعه)، وهو جمع يانع، وهو المدرك البالغ.
يوم: اليوم يعبر به عن وقت طلوع الشمس إلى غروبها. وقد يعبر به عن مدة من الزمان أي مدة كانت، قال تعالى: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان - وألقوا إلى الله يومئذ السلم) وقوله عز وجل: (وذكرهم بأيام الله) فإضافة الأيام إلى الله تعالى تشريف لأمرها لما أفاض الله عليهم من نعمه فيها.
وقوله عز وجل: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) الآية، فالكلام في تحقيقه يختص بغير هذا الكتاب. ويركب يوم مع إذ فيقال يومئذ نحو قوله عز وجل (فذلك يومئذ يوم عسير) وربما يعرب ويبنى، وإذا بنى فللإضافة إلى إذ.
(٥٥٣)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 » »»
الفهرست