مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٨٦
فيكون نحن عبارة عنه تعالى وعنهم وذلك كالوحي ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين ونحو ذلك مما يتولاه الملائكة المذكورون بقوله (فالمدبرات أمرا) وعلى هذا قوله (ونحن أقرب إليه منكم) يعنى وقت المحتضر حين يشهده الرسل المذكورون في قوله (تتوفاهم الملائكة) وقوله (إنا نحن نزلنا الذكر) لما كان بوساطة القلم واللوح وجبريل.
نخر: قال (أئذا كنا عظاما نخرة) من قولهم نخرت الشجرة أي بليت فهبت بها نخرة الريح أي هبوبها والنخير صوت من الانف ويسمى حرفا الانف اللذان يخرج منهما النخير نخرتاه ومنخراه، والنخور الناقة التي لا تدر أو يدخل الإصبع في منخرها، والناخر من يخرج منه النخير ومنه ما بالدار ناخر.
نخل: النخل معروف، وقد يستعمل في الواحد والجمع، قال تعالى: (كأنهم أعجاز نخل منقعر) وقال (كأنهم أعجاز نخل خاوية - ونخل طلعها هضيم - والنخل باسقات لها طلع نضيد) وجمعه نخيل، قال (ومن ثمرات النخيل) والنخل نخل الدقيق بالمنخل وانتخلت الشئ انتقيته فأخذت خياره.
ندد: نديد الشئ مشاركه في جوهره وذلك ضرب من المماثلة فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت، فكل ند مثل وليس كل مثل ندا، ويقال نده ونديده ونديدته، قال: (فلا تجعلوا لله أندادا - ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا - وتجعلون له أندادا) وقرئ (يوم التناد) أي يند بعضهم من بعض نحو (يوم يفر المرء من أخيه).
ندم: الندم والندامة التحسر من تغير رأى في أمر فائت، قال تعالى: (فأصبح من النادمين) وقال (عما قليل ليصبحن نادمين) وأصله من منادمة الحزن له. والنديم والندمان والمنادم يتقارب. قال بعضهم: المندامة والمداومة يتقاربان. وقال بعضهم: الشريبان سميا نديمين لما يتعقب أحوالهما من الندامة على فعليهما.
ندا: النداء رفع الصوت وظهوره، وقد يقال ذلك للصوت المجرد وإياه قصد بقوله:
(ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء) أي لا يعرف إلا الصوت المجرد دون المعنى الذي يقتضيه تركيب الكلام. ويقال للمركب الذي يفهم منه المعنى ذلك، قال تعالى (وإذ نادى ربك موسى) وقوله (وإذا ناديتم إلى الصلاة) أي دعوتم وكذلك (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) ونداء الصلاة مخصوص في الشرع بالألفاظ المعروفة وقوله: (أولئك ينادون من مكان بعيد) فاستعمال النداء فيهم تنبيها على
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست