مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٧٠
وقيل إن مطر يقال في الخير، وأمطر في العذاب، قال: (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين - وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين - وأمطرنا عليهم حجارة - فأمطر علينا حجارة من السماء) ومطر وتمطر ذهب في الأرض ذهاب المطر، وفرس متمطر أي سريع كالمطر، والمستمطر طالب المطر والمكان الظاهر للمطر ويعبر به عن طالب الخير، قال الشاعر:
* فواد خطأ وواد مطر * مطى: قال تعالى، (ثم ذهب إلى أهله يتمطى) أي يمد مطاه أي ظهره، والمطية ما يركب مطاه من البعير وقد امتطيته ركبت مطاه، والمطو الصاحب المعتمد عليه وتسميته بذلك كتسميته بالظهر.
مع: مع يقتضى الاجتماع إما في المكان نحو هما معا في الدار، أو في الزمان نحو ولدا معا، أو في المعنى كالمتضايفين نحو الأخ والأب فإن أحدهما صار أخا للآخر في حال ما صار الاخر أخاه، وإما في الشرف والرتبة نحو: هما معا في العلو، ويقتضي معنى النصرة وأن المضاف إليه لفظ مع هو المنصور نحو قوله: (لا تحزن إن الله معنا) أي الذي مع يضاف إليه في قوله الله معنا هو منصور أي ناصرنا، وقوله: (إن الله مع الذين اتقوا - وهو معكم أينما كنتم - وإن الله مع الصابرين - وإن الله مع المؤمنين) وقوله عن موسى: (إن معي ربى) ورجل إمعة من شأنه أن يقول لكل واحد أنا معك. والمعمعة صوت الحريق والشجعان في الحرب، والمعمعان شدة الحرب.
معز: قال تعالى: (ومن المعز اثنين) والمعيز جماعة المعز كما يقال ضئين لجماعة الضأن، ورجل ماعز معصوب الخلق والأمعز والمعزاء المكان الغليظ، واستمعز في أمره: جد.
معن: ماء معين هو من قولهم: معن الماء جرى فهو معين، ومجاري الماء معنان، وأمعن الفرس تباعد في عدوه، وأمعن بحقي ذهب، وفلان معن في حاجته وقيل ماء معين هو من العين والميم زائدة فيه.
مقت: المقت البغض الشديد لمن تراه تعاطى القبيح. يقال مقت مقاتة فهو مقيت ومقته فهو مقيت وممقوت، قال (إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) وكان يسمى تزوج الرجل امرأة أبيه نكاح المقت، وأما المقيت فمفعل من القوت وقد تقدم.
مكك: اشتقاق مكة من تمككت العظم أخرجت مخه، وأمتك الفصيل ما في ضرع أمه وعبر عن الاستقصاء بالتمكك.
وروى أنه قال عليه الصلاة والسلام: " لا تمكوا على غرمائكم " وتسميتها بذلك لأنها كانت تمك من ظلم بها أي تدقه وتهلكه، قال
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»
الفهرست