مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٦٦
قال (ولا تمش في الأرض مرحا) وقرئ مرحا أي فرحا ومرحى كلمة تعجب.
مرد: (وحفظا من كل شيطان مارد) والمارد والمريد من شياطين الجن والإنس المتعري من الخيرات من قولهم شجر أمرد إذا تعرى من الورق، ومنه قيل رملة مرداء لم تنبت شيئا، ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر. وروى أهل الجنة مرد، فقيل حمل على ظاهره، وقيل معناه معرون من الشوائب والقبائح، ومنه قيل مرد فلان عن القبائح ومرد عن المحاسن وعن الطاعة، قال: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق) أي ارتكسوا عن الخير وهم على النفاق، وقوله: (ممرد من قوارير) أي مملس من قولهم شجرة مرداء إذا لم يكن عليها ورق، وكأن الممرد إشارة إلى قول الشاعر:
في مجدل شيد بنيانه * يزل عنه ظفر الظافر ومارد حصن معروف وفى الأمثال: تمرد مارد وعز الأبلق، قاله ملك امتنع عليه هذان الحصنان.
مرض: المرض الخروج عن الاعتدال الخاص بالانسان وذلك ضربان، الأول مرض جسمي وهو المذكور في قوله (ولا على المريض حرج - ولا على المرضى) والثاني عبارة عن الرذائل كالجهل والجبن والبخل والنفاق وغيرها من الرذائل الخلقية نحو قوله: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا - أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا - فأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) وذلك نحو قوله:
(وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا) ويشبه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض إما لكونها مانعة عن إدراك الفضائل كالمرض المانع للبدن عن التصرف الكامل، وإما لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الأخروية المذكورة في قوله (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) وإما لميل النفس بها إلى الاعتقادات الرديئة ميل البدن المريض إلى الأشياء المضرة، ولكون هذه الأشياء متصورة بصورة المرض قيل دوى صدر فلان ونغل قلبه.
وقال عليه الصلاة والسلام " وأي داء أدوأ من البخل؟ "، ويقال شمس مريضة إذا لم تكن مضيئة لعارض عرض لها، وأمرض فلان في قوله إذا عرض، والتمريض القيام على المريض وتحقيقه إزالة المرض عن المريض كالتقذية في إزالة القذى عن العين.
مرأ: يقال مرء ومرأة وامرؤ وامرأة، قال تعالى: (إن امرؤ هلك - وكانت امرأتي عاقرا) والمروة كمال المرء كما أن الرجولية كمال الرجل، والمرئ رأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم، ومرؤ الطعام وامرأ إذا
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»
الفهرست