مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٩٩
رغدا من كل مكان) وأرغد القوم حصلوا في رغد من العيش، وأرغد ماشيته. فالأول من باب جدب وأجدب، والثاني من باب دخل وأدخل غيره، والمرغاد من اللبن المختلط الدال بكثرته على رغد العيش.
رغم: الرغام التراب الرقيق، ورغم أنف فلان رغما وقع في الرغام وأرغمه غيره، ويعبر بذلك عن السخط كقول الشاعر:
إذا رغمت تلك الأنوف لم أرضها * ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها فمقابلته بالارضاء مما ينبه دلالته على الاسخاط.
وعلى هذا قيل أرغم الله أنفه وأرغمه أسخطه وراغمه ساخطه وتجاهدا على أن يرغم أحدهما الآخر، ثم تستعار المراغمة للمنازعة. قال الله تعالى: (يجد في الأرض مراغما كثيرا) أي مذهبا يذهب إليه إذا رأى منكرا يلزمه أن يغضب منه كقولك غضبت إلى فلان من كذا ورغمت إليه.
رف: رفيف الشجر انتشار أغصانه، ورف الطير نشر جناحيه، يقال رف الطائر يرف ورف فرخه يرفه إذا نشر جناحيه متفقدا له. واستعير الرف للمتفقد فقيل ما لفلان حاف ولا راف أي من يحفه أو يرفه، وقيل:
* من حفنا أو رفنا فليقتصد * والرفرف المنتشر من الأوراق، وقوله تعالى:
(على رفرف خضر) فضرب من الثياب مشبه بالرياض، وقيل الرفرف طرف الفسطاط والخباء الواقع على الأرض دون الاطناب والأوتاد، وذكر عن الحسن أنها المخاد.
رفت: رفت الشئ أرفته رفتا فتته، والرفات والفتات ما تكسر وتفرق من التبن ونحوه، قال تعالى: (وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا) واستعير الرفات للحبل المنقطع قطعة قطعة.
رفث: الرفث كلام متضمن لما يستقبح ذكره من ذكر الجماع ودواعيه وجعل كناية عن الجماع في قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) تنبيها على جواز دعائهن إلى ذلك ومكالمتهن فيه، وعدى بإلى لتضمنه معنى الافضاء وقوله: (فلا رفث ولا فسوق) يحتمل أن يكون نهيا عن تعاطى الجماع وأن يكون نهيا عن الحديث في ذلك إذ هو من دواعيه والأول أصح لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه أنشد في الطواف:
فهن يمشين بنا هميسا * إن تصدق الطير ننك لميسا يقال رفث وأرفث فرفث فعل وأرفث صار ذا رفث وهما كالمتلازمين ولهذا يستعمل أحدهما موضع الآخر.
رفد: الرفد المعونة والعطية، والرفد مصدر والمرفد ما يجعل فيه الرفد من الطعام ولهذا فسر بالقدح. وقد رفدته أنلته بالرفد،
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست