مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٩٦
والرسل اللبن الكثير المتتابع الدر.
رسا: يقال رسا الشئ يرسو ثبت وأرساه غيره، قال تعالى: (وقدور راسيات) وقال:
(رواسي شامخات) أي جبالا ثابتات (والجبال أرساها) وذلك إشارة إلى نحو قوله تعالى:
(والجبال أوتادا)، قال الشاعر:
* ولا جبال إذا لم ترس أوتاد * وألقت السحابة مراسيها نحو: ألقت طنبها وقال تعالى: (اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) من أجريت وأرسيت، فالمرسى يقال للمصدر والمكان والزمان والمفعول وقرئ (مجريها ومرسيها) وقوله (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) أي زمان ثبوتها، ورسوت بين القوم، أي: أثبت بينهم إيقاع الصلح.
رشد: الرشد والرشد خلاف الغي، يستعمل استعمال الهداية، يقال رشد يرشد، ورشد يرشد قال: (لعلهم يرشدون) وقال (قد تبين الرشد من الغي) وقال تعالى: (فإن آنستم منهم رشدا - ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل) وبين الرشدين أعنى الرشد المؤنس من اليتيم والرشد الذي أوتى إبراهيم عليه السلام بون بعيد.
وقال (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) وقال (لأقرب من هذا رشدا) وقال بعضهم: الرشد أخص من الرشد، فإن الرشد يقال في الأمور الدنيوية والأخروية، والرشد يقال في الأمور الأخروية لا غير. والراشد والرشيد يقال فيهما جميعا، قال تعالى:
(أولئك هم الراشدون - وما أمر فرعون برشيد).
رص: قال تعالى: (كأنهم بنيان مرصوص) أي محكم كأنما بنى بالرصاص، ويقال رصصته ورصصته وتراصوا في الصلاة أي تضايقوا فيها. وترصيص المرأة:
أن تشدد التنقب، وذلك أبلغ من الترصص.
رصد: الرصد الاستعداد للترقب، يقال رصد له وترصد وأرصدته له. قال عز وجل:
(وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) وقوله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد) تنبيها أنه لا ملجأ ولا مهرب. والرصد يقال للراصد الواحد وللجماعة الراصدين وللمرصود واحدا كان أو جمعا. وقوله تعالى: (يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) يحتمل كل ذلك.
والمرصد موضع الرصد، قال تعالى: (واقعدوا لهم كل مرصد) والمرصاد نحوه لكن يقال للمكان الذي اختص بالترصد، قال تعالى:
(إن جهنم كانت مرصادا) تنبيها أن عليها مجاز الناس وعلى هذا قوله تعالى: (وإن منكم إلا واردها).
رضع: يقال رضع المولود يرضع، ورضع يرضع رضاعا ورضاعة، وعنه استعير لئيم راضع
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست