مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٢١
الامرين وكذلك قوله (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) وقوله عز وجل: (أو جاءوكم حصرت صدورهم) أي ضاقت بالبخل والجبن وعبر عنه بذلك كما عبر عنه بضيق الصدر، وعن ضده بالبر والسعة.
حصن: الحصن جمعه حصون قال الله تعالى: (مانعتهم حصونهم من الله) وقوله عز وجل: (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة) أي مجعولة بالأحكام كالحصون، وتحصن إذا اتخذ الحصن مسكنا ثم يتجوز به في كل تحرز ومنه درع حصينة لكونها حصنا للبدن، وفرس حصان لكونه حصنا لراكبه وبهذا النظر قال الشاعر:
* إن الحصون الخيل لا مدن القرى * وقوله تعالى: (إلا قليلا مما تحصنون) أي تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن. وامرأة حصان وحاصن وجمع الحصان حصن وجمع الحاصن حواصن، ويقال حصان للعفيفة ولذات حرمة وقال تعالى: (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها) وأحصنت وحصنت قال الله تعالى (فإذا أحصن) أي تزوجن وأحصن زوجن والحصان في الجملة المحصنة إما بعفتها أو تزوجها أو بمانع من شرفها وحريتها.
ويقال امرأة محصن ومحصن فالمحصن يقال إذا تصور حصنها من نفسها والمحصن يقال إذا تصور حصنها من غيرها. وقوله عز وجل:
(وآتوهن أجورهن محصنات غير مسافحات) وبعده (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب) ولهذا قيل المحصنات المزوجات تصورا أن زوجها هو الذي أحصنها والمحصنات بعد قوله حرمت بالفتح لا غير وفى سائر المواضع بالفتح والكسر لان اللواتي حرم التزوج بهن المزوجات دون العفيفات، وفى سائر المواضع يحتمل الوجهين.
حصل: التحصيل إخراج اللب من القشور كإخراج الذهب من حجر المعدن والبر من التبن، قال الله تعالى (وحصل ما في الصدور) أي أظهر ما فيها وجمع كإظهار اللب من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب.
وقيل للحثالة الحصيل. وحصل الفرس إذا اشتكى بطنه عن أكله، وحوصلة الطير ما يحصل فيه من الغذاء.
حصا: الاحصاء التحصيل بالعدد، يقال أحصيت كذا وذلك من لفظ الحصا واستعمال ذلك فيه من حيث إنهم كانوا يعتمدونه بالعد كاعتمادنا فيه على الأصابع، قال الله تعالى:
(وأحصى كل شئ عددا) أي حصله وأحاط به، وقال صلى الله عليه وسلم: " من أحصاها دخل الجنة " وقال " نفس تنجيها خير لك من إمارة لا تحصيها " وقال تعالى (علم أن لن تحصوه) وروى " استقيموا ولن تحصوا " أي لن تحصلوا
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست