مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٢٥
حفى: الاحفاء في السؤال التنزع في الالحاح في المطالبة أو في البحث عن تعرف الحال وعلى الوجه الأول يقال أخفيت السؤال وأحفيت فلانا في السؤال قال الله تعالى (إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا) وأصل ذلك من أحفيت الدابة جعلتها حافيا أي منسجح الحافر، والبعير جعلته منسجح الخف من المشي حتى يرق وقد حفى حفا وحفوة ومنه أحفيت الشارب أخذته أخذا متناهيا، والحفي البر اللطيف، قوله عز وجل: (إنه كان بي حفيا) ويقال أحفيت بفلان وتحفيت به إذا عنيت بإكرامه، والحفي العالم بالشئ.
حق: أصل الحق المطابقة والموافقة كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة والحق يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشئ بسبب ما تقتضيه الحكمة ولهذا قيل في الله تعالى هو الحق، قال الله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) وقيل بعيد ذلك: (فذلكم الله ربكم الحق - فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون).
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة ولهذا يقال فعل الله تعالى كله حق، وقال تعالى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) إلى قوله تعالى: (ما خلق الله ذلك إلا بالحق) وقال في القيامة (ويستنبئونك أحق هو قل أي وربى إنه لحق) (ويكتمون الحق) وقوله عز وجل (الحق من ربك - وإنه للحق من ربك).
والثالث: في الاعتقاد للشئ المطابق لما عليه ذلك الشئ في نفسه كقولنا اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق، قال الله تعالى: (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق).
والرابع: للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وبقدر ما يجب وفى الوقت الذي يجب كقولنا فعلك حق وقولك حق، قال الله تعالى (كذلك حقت كلمة ربك - حق القول منى لأملأن جهنم) وقوله عز وجل: (ولو اتبع الحق أهواءهم) يصح أن يكون المراد به الله تعالى ويصح أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة.
ويقال أحققت كذا أي أثبته حقا أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: (ليحق الحق) فإحقاق الحق على ضربين: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات كما قال تعالى: (وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) أي حجة قوية.
والثاني بإكمال الشريعة وبثها في الكافة كقوله تعالى: (والله متم نوره ولو كره الكافرون - هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) وقوله:
(الحاقة ما الحاقة) إشارة إلى القيامة كما فسره بقوله (يوم يقوم الناس) لأنه يحق فيه الجزاء، ويقال
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست