شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني - ج ١ - الصفحة ٢٣٩

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيي بن الحسن بن فرات القزاز، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال: حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال:
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وهو نائم - أو يوحى إله - وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شئ كان بي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية قال: الحمد لله فرآني إلى جانبه فقال: ما أضجعك هاهنا؟ فقلت: لمكان هذه الحية، قال: قم إليها فاقتلها. فقتلتها فأخذ بيدي فقال: يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حق على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شئ.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقرئ بقراءتي عليه بإصفهان قال:
أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمان بن شهدل المديني قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حصين بين مخارق، عن الحسن بن زيد بن الحسن عن أبيه عن آبائه عن علي (عليهم السلام) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه هذه الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ".
وبإسناده قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن عبد الصمد، عن أبيه عن ابن عباس: [أن] قوله تعالى:] (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) نزلت قي علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وبإسناده قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن عمرو بن خالد، عن الامام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن آبائه عن علي (عليهم السلام) مثل ذلك.
وبإسناده عن حصين بن مخارق، عن أبي الجارود عن محمد وزيد ابني علي عن آبائهما أنها نزلت في علي (عليه السلام).
وبإسناده قال: حدثنا حصين، عن هارون بن سعيد، عن محمد بن عبيد الله الرافعي عن أبيه عن جده أبي رافع أنها نزلت في علي (عليه السلام).
وبإسناده قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن علي (عليه السلام) مثله.
وبإسناده قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين وأبي جعفر مثله.
وبإسناده قال: حدثنا حصين، عن عبد الوهاب، عن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس مثله.
وقال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه بإصفهان قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زهير التستري وعبد الرحمان بن أحمد الزهري قالا: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه:
عن ابن عباس [في تفسير قوله تعالى:] (إنما وليكم الله ورسوله) قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وأخبرنا محمد بن علي المكفوف بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن الأسود، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح:
عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع وبصر بسائل فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " هل أعطاك أحد شيئا؟ " فقال: نعم خاتما من ذهب. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم. وأومأ بيده إلى علي (عليه السلام) - فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): على أي حال أعطاك؟
فقال: أعطاني وهو راكع. فكبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قرأ (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون).
فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك:
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * * أيذهب مدحي والمحبر ضائعا فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * * فأنزل فيك الله خير ولاية وقيل في ذلك:
أو في الزكاة مع الصلاة مقامها * * من ذا الذي بخاتمه تصدق راكعا من كان بات على فراش محمد * * من كان جبريل يقوم يمينه من كان في القرآن سمي مؤمنا * * وكل بطئ في الهوى ومسارع وما المدح في جنب الاله بضائع * * زكاتا فدتك النفس يا خير راكع وبينها في محكمات الشرائع * * والله يرحم عبده الصبارا وأسره في نفسه إسرارا * * ومحمد أسرى يؤم الغارا فيها وميكال يقوم يسارا * * في تسيع آيات جعلن كبارا أقول: وممن نظم من الصحابة قصة التصدق بالخاتم ويعد من رواتها هو خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الشهيد بصفين قال المرزباني في ترجمته من كتاب أخبار شعراء الشيعة ص ٣٧: وله (ره):
فديت عليا إمام الورى * * سراج البرية مأوي التقي وصي الرسول وزوج البتول * * إمام البرية شمس الضحى تصدق خاتمه راكعا * * وأحسن بفعل إمام الورى ففضله الله رب العباد * * وأنزل في شأنه هل أتى أقول: ورواه أيضا عنه الحافظ السروي في عنوان " باب النصوص على إمامته " من كتاب مناقب آل أبي طالب: ج ٢ ص ٢٠٨ ط الغري، وفي ط: ج ٣ ص ٦.
وقد نظم شعراء أهل البيت القصة قديما وحديثا كما روى عن كثير منهم السروي في العنوان المشار إليه من كتاب المناقب ونورد هنا بعض ما رواه عن السيد الحميري ودعبل، ومن أراد المزيد فعليه بالكتاب قال الحميري:
من كان أول من تصدق راكعا * * يوما بخاتمه وكان مشيرا من ذاك قول الله: " إن وليكم " * * بعد الرسول ليعلم الجمهورا وقال أيضا:
نفسي الفداء لراكع متصدق * * يوما بخاتمه فآب سعيدا أعني الموحد قبل كل موحد * * لا عابدا صنما ولا جلمودا أعني الذي نصر النبي محمدا * * ووقاه كيد معاصر ومكيدا سبق الأنام إلى الفضائل كلها * * سبق الجواد لذي الرهان بليدا وقال أيضا:
وأنزل فيه رب الناس آيا * * أقرت من مواليه العيونا بأني والنبي لكم ولي * * ومؤتون الزكاة وراكعونا وقال دعبل الخزاعي رحمه الله:
نطق القرآن بفضل آل محمد * * وولاية لعليه لم يجحد بولاية المختار من خير الذي * * بعد النبي الصادق المتودد إذ جاءه المسكين حال صلاته * * فامتد طوعا بالذراع وباليد فتناول المسكين منه خاتما * * هبط الكريم الأجودي الأجود فاختصه الرحمان في تنزيله * * من حاز مثل فخاره فليعدد إن الا له وليكم ورسوله * * والمؤمنين فمن يشأ فليجحد
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 239 246 247 248 249 250 ... » »»