تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٤٣
* (هل أنت إلا أصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت) قال: فأبطأ جبريل - عليه السلام - فقال المشركون: قد ودع محمد؛ فأنزل الله تعالى قوله * (ما ودعك ربك وما قلى) قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو محمد المكي بن عبد الرزاق الكشميهني، أخبرنا جدي أبو الهيثم الفربري، أخبرنا البخاري، أخبرنا أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية بن حديج الحديث.
وذكر بعضهم: أن الآية نزلت حين سأل اليهود رسول الله عن خبر أصحاب الكهف وعن ذي القرنين، وعن الروح فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فتأخر جبريل - عليه السلام - سبعة عشر يوما، وقيل: أقل أو أكثر، فقال المشركون: قد ودعه ربه وقلاه؛ فأنزل الله تعالى هذه السورة '.
وقد قرئ في الشاذ بالتخفيف، والمعروف بالتشديد أي: ما قطع عنك الوحي، (وقيل): ما أعرض عنك.
وبالتخفيف معناه: ما تركك، تقول العرب: دع هذا، وذر هذا، واترك هذا بمعنى واحد.
وقوله: * (وما قلى) أي: ما قلاك بمعنى: ما أبغضك، (وقيل): ما تركك منذ قبلك، وما أبغضك منذ أحبك.
قال الأخطل:
(المهديات هو من بيته * والمحسنات لمن قلين مقالا) أي: أبغضن.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»